للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالسلاح يلعبون كعادتهم [وظنوا] (١) وصول الشريف ووصل القاضيان والأمراء والأتراك لمكة في أول ليلة الأربعاء رابع الشهر، وخرج الأمراء والأتراك وأهل مكة في صحبتهما إلى الزاهر لملاقاة الشريف فلاقاهم في أثناء الطريق عرار وأخبرهم بتأخير الشريف قايتباي فعادوا إلى مكة يلعبون أمام الأمير إلى أن أوصلوه إلى بيته، ثم لما كان بعد صلاة الظهر وصل قاصد من عند الشريف قايتباي للأميرين يخبرهم بوصوله في هذه الساعة فأمر المنادي ينادي أن لا يتأخر أحد ويخرجوا لملاقاة الشريف فخرج الناس كلهم أو غالبهم إلا من به علة، وخرجت النقارة والأمراء والأتراك إلى أن وصلوا له فسلموا عليه وألبسه الباش خلعة فصلها له بمقلب فرو سنجاب (٢)، ومعه نائبه أراد إلباسها ليحيى بن سبع فما وصل معه بل وصل فتاه عنقال الذي هو عند يحيى عزيزا كأولاده أو اخوانه فألبسها له في أثناء الطريق ودخلوا مكة (٣) في عرضة هائلة فسر المسلمون بذلك وأظهروا السرور [و] (٤) الابتهاج حتى تشوش لذلك بنو إبراهيم الذين وصلوا معه وقالوا لم نر مثل هذا لا مع هزاع ولا جازان ولا حميضة.

واستمروا [إلى] (٥) أن وصلوا المسعى فدخل الشريف [والأمراء] (٦) والأتراك إلى


(١) وردت الكلمة في الأصل "وطنو" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) السنجاب: حيوان أكبر من الفأر وشعره في غاية النعومة يتخذ من جلده الفراء يلبسه المتنعمون، وأحسن جلوده الأزرق الأملس، ومن ذيله فروة نفيسة كانت تستعمل لتزين الملابس كالقماقم. انظر: محمد بن موسى (الدميري): حياة الحيوان الكبرى، ص ٢٨. أحمد بن علي المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك ٢/ ٩٨.
(٣) وكان الدخول لمكة في يوم الأربعاء رابع شهر صفر من سنة عشر وتسعمائة. انظر: العز بن فهد؛ غاية المرام، ٣/ ١٧٣.
(٤) ما بين حاصرتين سقط من الأصل ولا يتم المعنى إلا بها، بينما هي مثبتة في النسخة (ب).
(٥) وردت الكلمة في الأصول "إلا" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٦) وردت الكلمة في الأصل "والأمر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.