للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهر القعدة (١)، والمرسوم الثاني للأمير شاهين وفيه التوصية على الشريف بركات وتوليته على كل حال وإن لم يرض فيكون أخوه قايتباي والتوصية بأخذ المال والإرسال به [صحبته] (٢)، [و] (٣) المرسوم الثالث بإسم الباش ومذكور فيه كما ذكر في المرسوم لشاهين، وتاريخهما بعد تاريخ الشريف، ثم بعد القراءة قرأ المقرئ العادة ودعا للسلطان (٤) ولقايتباي وللأميرين (٥)، ولم/يدع للقاضي لغيبته وكأنه نسيانا فتكلم عم القاضي الشافعي الشهابي ابن البرهاني على المقرئ فاعتذر، ثم توجه الشريف والأمراء إلى الحجر الأسود وقبلوه وشرع الشريف على الطواف وجلس الأمراء والقضاة في ظل الكعبة ودعا الرئيس (٦) فوق ظلة زمزم للشريف (٧) وهو في طوافه على العادة إلى أن فرغ ثم صلى ركعتي الطواف خلف المقام فقامت صلاة العصر فصلوا


(١) انظر: خبر المرسوم في العز بن فهد: غاية المرام، ٣/ ١٧٣.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "صحبة" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين سقط من الأصل ولا يتم المعنى إلا بها، بينما هي مثبتة في النسخة (ب).
(٤) أي سلطان مصر (قانصوه الغوري).
(٥) كانت من التقاليد المرعية عند الأعلام بالمنشورات والمراسيم القادمة من السلطان في مصر بأن يحضر قراءة المراسيم شريف مكة وكبار الأشراف، والأمراء، والقضاة ويجلسون خلف مقام إبراهيم ويحضر المنبر فيصعد عليه قارئ المراسيم (الزيني عبد الرؤوف ابن قاسم) فيقرأ أولا ما يخص شريف مكة وفيه النص على توليته من عدمه، ثم تقرأ باقي المراسيم التي يكون آخرها مرسوم باسم الباش عسكر مع تدوين التاريخ، ويتم في النهاية الدعاء للسلطان وشريف مكة وللأمراء وللقاضي إذا حضر. انظر: النجم ابن فهد: إتحاف الورى، ٤/ ٦٦.
(٦) يقصد رئيس المؤذنين، لأنه جرت عادة أمراء مكة الأشراف أن يجعلوا المؤذن يدعوا لهم على قبة زمزم أثناء طوافهم بالبيت الحرام. وبيت الريس بيت مشهور بمكة المكرمة وظيفتهم الأذان والتكبير بقبة زمزم وكبيرهم يعرف "بالريس" وهذه الوظيفة المذكورة منصب قديم لهم لا يشاركهم فيه أحد. انظر: النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ١٩١.
(٧) أي الشريف قايتباي بن محمد بن بركات.