للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجهوا كلهم لباب الصفا، فرجع القضاة وتوجه الشريف والأمراء إلى المدعا والمغاني قدامهم والنقارة خلفهم إلى أن وصلوا ورغوا (١) ورجع إلى بيت الشريف وفارقوه، فألبس خلعته للوالي محمد بن يوسف مملوك والده عوضا عن دغيم الذي كان واليا قبله، وسلم عليه القضاة والأمراء ببيته ثم توجه بعدهم إلى الأمير وسلم عليهما في بيتهما.

وبعد صلاة المغرب دعا الرئيس على الظلة أيضا للشريف قايتباي مع السلطان على العادة ثم دخل السيد قايتباي حينئذ الطواف فدعا له الرئيس بالدعاء المعتاد وأمر الشريف قايتباي من نادى بجميع العربان وغيرهم بالأمان [والاطمئنان] (٢) ومن أراد الصيف فليذهب إلى الوادي وينادي على النخل المأخوذ منه مرة ثانية ففعلوا، وأما حميضة فإنه توجه إلى جدة ومعه جماعة من بني إبراهيم وزبيد وتخطفوا من الأودية واحدا وتحفظ أهلها منهم لما سمعوا بهم، بل حصل بين بعضهم وبعض أهل حدا قتال يقال قتل كل منهم رجل [وتحفظوا] (٣) أيضا من أطراف جدة، بل يقال: أنهم أرادوا النهب فما مكنهم من بها من بني إبراهيم ولما سمع بتوجههم لجدة الأمير شاهين خاف على ماله بجدة فتوجه في ظهر يوم الخميس إلى جدة فوجدها سالمة وأرسل يحيى بن سبع ومالك لهم إلى خلف جدة لا يحدثون فيها شيئا وجعل لحميضة ومن معه مبلغ خمسمائة دينار وجمعت من التجار والمتسببين كلا على مقداره حتى أخذ المحلق والمحلقين [والثلاث] (٤) ثم خرجوا بعد ذلك ونزلوا بموضع يقال له


(١) رغوا: أي كثرة إطالة الكلام فيما لا فائدة فيه، حتى يمل السامع. انظر: مجد الدين محمد بن يعقوب (الفيروز آبادي): القاموس المحيط ٢/ ١٦٩١، مادة "رغا".
(٢) وردت الكلمة في الأصل "والاطمان" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "وتحفطوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "والثلاثا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.