للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشعبي (١) ثم يتوجه الكل وبني إبراهيم إلى ينبع وزبيد إلى بلدهم، وحميضة ومن معه إلى زبيد ثم وصل إلى ينبع وعاد إلى زبيد.

وفي ليلة الأربعاء حادي عشر الشهر وصل إلى مكة مختفيا الشريف عنقا بن وبير وأقام بها إلى أواخر النهار وتوجه إلى الشريف بركات، وكان مجيئه من الوادي كان مع الشريف قايتباي.

وفي ليلة الأحد ثامن الشهر أخذ بعد الجحادلة (٢) بعض الرطابة (٣) من طريق الوادي فأتوا إلى بيت الشريف قايتباي وصاحوا، ففي صبيحتها توجه السيد قايتباي ومعه قواسه وأتراك إلى محل الأخذ وتبعوا جرتهم إلى أن أخذ وهم في جبل ثور فأحاطوا بهم فهربوا ولم يقبض منهم إلا رجلان أو ثلاث قتل [أحدهم] فجاؤا برأسه فعلق بدرب المعلاة وشنق به أحد الرجلين أيضا، واستفدي الثالث نفسه بثلاثمائة أشرفي وضمنه علي بن حجة فأودع السجن حتى وصل المبلغ.

وفي ليلة الخميس ثاني عشر الشهر ماتت زينب بنت أبي الفتح بن حمام وصلى عليها بعد صلاة الصبح ودفنت بالمعلاة. وفي هذه الليلة وصل القائد مفتاح البقيري من عند الشريف بركات من الشرق، وفي نهارها وصل الشريف رميثة وأخوه قايتباي من عند بركات أيضا وصحبته جوهر طويل صهر القائد مفتاح البقيري. وفي هذا اليوم


(١) لعل المقصود به الشعب أو الشعبة: وهو واد فحل يقطعه الطريق بين المدينة ومهد الذهب، يأتي من نجد من جهات ضربة وما حولها فيدفع سيله في العقيق الشرقي فإلى المدينة المنورة وإضم، ويعتبر الامتداد الرئيسي لوادي إضم، والشعبة اليوم من ديار حرب على الحدود بينهم وبين مطير. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٥/ ٦٥.
(٢) الجحادلة: والنسبة إليهم جحدلي: بطن من زبيد يلي الصحاف، يسكن الدعيجية وساحل ثول بين رابغ وجدة. انظر: البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٧٩. نسب حرب، ص ٩٢.
(٣) الرطابة: يقصد بهم أهل حرفة خاصة، يقومون بتسلق النخيل وجمع ثماره، محصول البلح بعد أن يصير رطبا.