كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل شهر صفر ليلة الأحد سنة ٩١٠ - ج: 3 - ص: 1355

قدام بيت أختها وجارتها حلوه، وعتيقهم محمد درويش بن بشير الهندي، فلما سمع درويش بالزواج وبإشاعة الموت قال: [لفاطمة] (١) وحلوه [اضبطوا] (٢) الحوائج المدفونة واكتبوا ورقتين واحدة معي وواحدة معكم فامتنعوا وتكلم عليه أم الوصي (٣) أم الخير بنت القاضي ابن نجم الدين جمال الدين فقال: لها أنا أعرف أكثر مما أوصت به فكذبته فبلغ الخبر لوزير الشريف علي بن مبارك فجاء به إلى البيت في هذا اليوم ومسك خلوته [وذهب] (٤) إلى بيته وقررت فلم تعترف وذهب بها إلى يت الوالي فأذعنت فردت إلى الوزير فاعترفت فذهبوا إلى البيت وضبطوا جميع ما فيه مما كان تحت الختم وغيره، واستمرت الجارية عنده إلى أن عملت مصلحته فأطلقها في عشاء ليلة الجمعة عشري الشهر.

وفي ليلة الأحد ثاني عشري الشهر عقدت فاطمة المذكورة بأبي السعود بن سليمان المغربي المؤذن ثم دخل بها.

وفي ليلة الجمعة عشري الشهر مات صبيح بن عبد الله الحبشي فتى (٥) الخطيب

---

(١) وردت الكلمة في الأصل "افاطمه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "ضبطوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) يتم تعيين الوصي من قبل الولي، أو من طرف القاضي، باعتبار القاضي ولي من لا ولي له، وقد عين عبد الله بن مسعود ﵁ وهو في مرض الموت الزبير بن العوام وابنه عبد الله بن الزبير وصيين على أولاده في وصية مشهورة قال فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أوصى به عبد الله بن مسعود أنه إذا حدث بي حدث الموت من مرضي هذا أن مرجع وصيتي إلى الله وإلى رسوله، ثم إلى الزبير بن العوام وابنه عبد الله، وأنهما في حل وبل فيما وليا وقضيا، وإنه لا تزوج امرأة من بنات عبد الله إلا بإذنهما لا تحصن عن ذلك زينب - أي لا تحجب عنه ولا يقطعه دونها". انظر: أبو بكر أحمد بن الحسيني (البيهقي): السنن الكبرى ٦/ ٢٨٢. محمد قلعة جي: موسوعة فقه عبد الله بن مسعود، ص ٥٦٨.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "ودهب" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) الفتى في اللغة: الشاب وأيضا السخي الكريم.