للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويخرجوا لنا القضاة بالمصحف ونحلف عليه فعاد القصاد صبح يوم الخميس فأخبروهم بذلك فأنكر المماليك أيضا ذلك وامتنعوا وأغلظوا على الباش، ثم وصل المذكورون إلى المختلع في يومهم وبلغ الناس الخبر العصر فأنكر المماليك ذلك وزاد في الأغلاظ فصار الباش يتلطف بهم فما [اذعنوا] (١) فأرسل الباش للقاضيين الشافعي والمالكي وتوجه معهما في بعض مماليك إلى القادمين بالمختلع في الزاهر الكبير واجتمعوا بهم فترفقوا للأمير وحلف الشريف حميضة وغيره على المصحف وعلى أنهم ما يقيمون بمكة إلا ثلاثة أيام وعادوا مع المغرب وأخبروا أن خيلهم نحو الخمسين، ويقال: أنها إلا اثنين أو ثلاثة والرسل الأولون أكثروا وقالوا أكثر من الثمانين بنحو أربعة، ودخل معهم بعض بني إبراهيم ودخل بعضهم بالليل أيضا، والترك متشوشون كذلك ولم يناموا واجتمعوا كلهم بالمدرسة الأشرفية، والباش بالشرابية لأجل خاطر الترك ووضعوا خيلهم بدار الأمارة وخان (٢) السلطان المواجه لباب السلام وأرسل الباش بحوائجه على جمال لابن حزام عند عربة بناحية اليمن ووزع الناس حوائجهم من حين سمعوا بهم، وخرج كثير من العوام ومن عليه العين من التجار والمتسببين [والمنسوبين] (٣) بالغناء إلى البر عند العرب.


(١) وردت الكلمة في الأصل "ادعنوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) خان: لفظ فارسي، دخل العربية في العصر الإسلامي بمعنى: المنزل الكبير أو الفندق، ينزل فيه التجار ويعرضون بضائعهم فيه. وعند المغول والأتراك الخان: لقب شيخ أو رئيس القبيلة، تطور مدلوله ليصبح من ألقاب الملوك المسلمين الذين حكموا بلاد تركستان وإيران. وفي العهد العثماني أضافه السلاطين إلى أسمائهم كلقب من ألقاب الاحترام، فقيل: مراد خان، محمود خان وغيرهما. انظر: محمد بن أحمد النهروالي: غزوات الجراكسة والأتراك في جنوب الجزيرة، المسمى: (البرق اليماني في الفتح العثماني)، ص ٧٧ المقدمة. محمد التونجي: المعجم الذهبي، ص ٢٣٢. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٥٧.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "والمنوس" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.