للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه لما وصل السيد قايتباي ونزل قريب جدة بإشارة الباش، ثم جاء لمكة في مغرب ليلة الجمعة ثامن عشر الشهر وبدأ بالمسجد فصلى المغرب وطاف فسلم عليه الناس وغالب القضاة بالمسجد، ثم في ثاني يوم أيضا توجه هو في صبيحتها إلى زيارة المعلاة ثم إلى الباش فأظهر الباش البشر به كثيرا وغطرف النساء عليه كثيرا جدا، وأظهر للباش أنه تخوف من الترك [فحلف] (١) له، ويقال: أن الترك حلفوا له أيضا وسألوه الحلاوة فيما فعلوا فأوعدهم بخمسة أشرفية فانشرحوا لذلك وألبسه الباش خلعة وذهب لبيته والترك كلهم مشاه في خدمته وسكن ببيت أخيه السيد بركات.

وفي آخر ليلة السبت تاسع عشر الشهر توجه السيد قايتباي لجدة أيضا وهو رام بالقرب منها وكان في مجيه الأول لجدة وصل إليه بعض مماليك توجهوا من مكة لجدة وقتلوا ثلاثة أحدهم قواس للشريف قايتباي والآخران من حزب علي ظنهم أنهم من زبيد، وقالوا: لا يمكن أن يجتمع نحن وزبيد وبنوا إبراهيم وأرادوا قتل مشهون وهو في فريق الشريف فركبه فرسه ونجا فقال لهم الشريف البلاد ما تعمر إلا لحفظ الطريق وهؤلاء مصالحون [لك] (٢) ولما جاء مكة تكلم الناس في ذلك، ومنع الترك والخواجا شمس الدين القاري الميره (٣) من جدة لزبيد وأهل الشام، فقال الشريف مع المصالحون لا بد من أخذهم للضرورة.


(١) وردت الكلمة في الأصل "فحلق" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناها من (ب) لسياق المعنى.
(٣) يقصد بالميرة: الطعام ونحوه مما يجلب للبيع. انظر: ابن منظور: لسان العرب، ١٣/ ٢٣١، مادة (مير).