للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوعدهم بها لما جاء من اليمن وقد قبضوا بعضها فأسكتهم الأمير أيضا، وتكلموا على الأمير شاهين أيضا بالحطيم فصار الباش يردهم ويخفض عليهم ويزجرهم إلى أن سكنوا ثم صاروا يتكلمون، ويقال: أن شاهين أرضاهم سرا والله أعلم. وقال لهم الأمير شاهين القضاة الأربعة وقال لهم الباش يريد عمل فتنة والمماليك يقولون هو الذي يعلمهم وغير ذلك والمقصود تعرفونه ذلك، ثم أرسل مملوك يذكر له ذلك فحصل بينهما كلام فأمر الأمير بقبضه فخرج على حميته وسل خنجره (١) ودخل المسجد وهم وراءه إلى أن أوصلوه إلى دكة الكردي ناحية باب إبراهيم فظهر للأمير أنهم لا يقدرون على مسكه فنزل بنفسه وتوجه إليهم فلقيه عند باب حزورة، فلما رآه أرخى يده فمسكه الأمير فحصل للأمير جرح من [مسكه] (٢) فقط، فظن بعض المماليك أنه ضرب فضرب الممسوك بخنجره في ظهره فعوره وخرج منه دم كثير، وذهبوا به إلى بيت الأمير وأظنهم نحروه فتشوش المماليك من ذلك وتوجهوا لبيت الباش وتوجه القضاة إليه أيضا فوجدوا المماليك كثيرا يريدون قتال بعضهم بعضا فردوهم فرجعوا ثم جاهم [الخاسكي] (٣) المشوي فردهم فرجعوا، وأظنهم أخرج لهم المضروب فتوجهوا لبيت الضارب فأخذوا فرسه فتشوش الباش لذلك وأراد التوجه للسيد بركات، ثم توجه لمنى


(١) الخنجر: سلاح يستعمل بالدرجة الأولى في الدفاع عن النفس حين اشتداد القتال والالتحام باليدين بين المقاتلين، وهو معروف زمن الرسول . والخنجر: هو العظيم من السكين. وكانت الخناجر تصنع في الحجاز نظرا لوجود حدادين في مكة كانوا يعملون السيوف، ولا تزال الخناجر تستعمل في بلاد الحجاز للزينة حتى هذه الأيام ولا سيما في قبائل الطائف وما حولها. انظر: السيوطي: الخصائص الكبرى ١/ ٣٠١. عبد العزيز العمري: الحرف والصناعات في الحجاز، ص ٢٢٣.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "لمسكه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "الحاسكي" والتعديل من (ب) وهو الصواب.