للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسعود الملقب بالهليس أشرفيين وسألهم أيضا في شاشات وبيرم وعنبر (١) فاعتذروا عن الأولين، وأنه لم يكن عندهم إلا بعض شاشات بأشرفي والعنبر فسأل الشريف طلب أربع خمس بيعات فاعتذروا بأنه ليس عندهم إلا بيعات مرهونة في خمسين أشرفي، فتوجه إليه الرسول مع الدلال الغم فقال لهم عندي بيعات مرهونة في خمسين دينار يجيئون بها ويأخذون جميع حقهم فكان القاضي الشافعي تشوش لذلك، وقال للقاضي المالكي استعجلت بإثباتك فإنهم ركبوا علينا بذلك أشقر وهو الذي أثبته المالكي هو أن الميت في حياته أشهد لكل واحد من الأولاد بشيء وأراد إثبات ذلك عند المالكي واعذار كل واحد من الأخوين الصغار لصاحبه، فقال القاضي المالكي لا بد وأن يكونوا رشيدين فاعترف والدهما لهما بالرشد وثبت ذلك فلما رأى الأولاد طمع القاضي المالكي [الشافعي] (٢) هربوا منه لجدة مختفين، ويقال قصدهم التوجه لليمن راغمين فنعوذ بالله من جور الحاكمين.

وفي يوم الأثنين سادس عشر الشهر وصل السيد قايتباي بن محمد بن بركات أمير مكة وعاد إلى أهله ليلا واجتمع به القاضيان الشافعي والمالكي واجتمع هو والباش، ويقال أنه طلب منه قرض مبلغ لأجل [أمراء] (٣) الحاج ويقال أنه ذكر له الحال وهو متحير في أمر الأمراء فقال له إذا لم يصل هندي (٤) ما عليك والله اعلم


(١) العنبر: من أفضل أنواع العطور وأكثرها استعمالا بين الناس وهو مادة صلبة شهباء اللون تشبه الشمع إذا سخنت خرجت منها رائحة طيبة، ويرى البعض أنه مادة بحرية تقذفها الأمواج إلى الشاطئ، أو أنه مستخرج من الحوت، ويقال أنه مادة نباتية. انظر: عطية عبد العزيز إبراهيم: الحياة الاقتصادية والاجتماعية في بلاد الحجاز من القرن الثالث حتى منتصف القرن السادس الهجري - رسالة دكتوراه غير منشورة - ص ١٩٧.
(٢) ما بين حاصرتين استدركه ناسخ الأصل على حاشية المخطوط اليسرى للوحة (١٥٢ /ب).
(٣) وردت الكلمة في الأصل "أمر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) يقصد به مركب أو المراكب التي تصل من الهند.