للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إكمال انجلائه وكان خسوفه في أول الربع الثاني واستمر اثنين وخمسين درجة، وصلى بعض الناس جمعا وسمع الخطبة خلق.

وفي مغرب ليلة السبت خامس عشر الشهر اجتمع المماليك العادلية باللبس والسلاح وكمنوا لرزمك الجنبلاطي قاتل العادل فلما صلى المغرب وطلع لبيته وكان قد عزم على التوجه لجدة أو للسيد بركات وأخرج شقدفان وحمولا للجمال وهي خمسة لبدوا لإقامة جماعة من المماليك عند باب المسجد فسل نمشته وهمز فيهم فولوا منهزمين وأدركه جماعة من خلفه فسلم منهم ودخل لبيته، وهو بيت الخواجا عبد الرحمن بن الطاهر (٢) الجديد وكان معه مملوكا فأدركوه وضربوه بالسلاح في ظهره قتلته في الحال أو في أثناء الليل ودخل البيت أيضا وأغلق الباب وقتلوا فرسه ونعله ولم ينهبوا حوله وشبه أن يكون ذهب.

ويقال أن كان فيهم حمل مراطبين أدخل/ [ودخل] (٣) بيت الطاهر الكبير بعد ذلك، وأصبح الباقي على الباب إلى الصبح ثم أرادوا حرق البيت والباب وبقي يسبهم ويسبونه وهم [يستنذرونه] (٤) وهو يقول لهم كنتم جيتم وسط المسجد وإلا أخرجوا بكرة إلى المعلاة أن كنتم رجال، ثم في الحال جاء الأميران بكباي وشاهين بمشاعل


= *١) سورة الواقعة: مكية: عدد آياتها ٩٦.
(٢) هو: الخواجا وجيه الدين عبد الرحمن ابن الخواجا جمال الدين محمد بن حسن الطاهر الصعيدي الأصل المكي. توفي يوم الأربعاء من شهر محرم سنة ٩٣٥ هـ وجهز في بيت زوج أخته الحاكم بدر الدين على الجنيدب بالمعلاة وصلى عليه صبح يوم الخميس ودفن بالمعلاة، وخلف ولدين هما محمد وعلي باليمن وابنة بمكة، ولم يبق له شيء من الأملاك بل باعها، وأنفقها في لذاته حتى افتقر وتاب إلى الله تعالى. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ٢٣٨.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "ادخل" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "يستندرونه" وما أثبتناه لسياق المعنى.