للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفوانيس (١) من وسط المسجد وصار الناس يخفض العادلية ويلومهم إلى أن أذعنوا وذهبوا، وقال لبكباي تعالى عندي فقال ما أنزل وأروح معك إلا حتى تحلفوا [لي] (٢) على المصحف وبقي يسمي بعضهم لما ذهبوا وتحقق توجههم نزل وذلك بعد العشاء بساعة وتوجه مع الباش إلى منزله وهو سال سيفه والمشاعل أمامهم وفانوس، والمجروح محمول وتوجه شاهين لبيته والمشاعل وفانوس أمامهم يتلوهم، وشقوا المسجد كلهم وبات المجروح وصلى عليه عند باب الكعبة بعد طلوع الشمس ودفن بالمعلاة وحمل في النهار جميع حوائج [رزمك] (٣) فما [مكنهم] (٤) من ذلك، وقال لهم السلطان وأمير كبير والدويدار يؤمنون عليه وانتم تريدون قتله فإن كان معكم مرسوم السمع والطاعة فطلعوا إلى المعلاة وعادوا ثم اشترى [رزمك] (٥) فرسا بخمسين دينارا وتوجه بعد الظهر إلى جدة من باب الشبيكة وخرج معه إلى الدرب الأميران وغيرهما وعادوا عنه من الدرب ولما وقع الأمر هرب الناس من المسجد ولم يبق به ولا في الطواف إلا


(١) جمع مفرده فانوس: وهو عبارة عن فانوس يسكب في أسفله الغاز، ثم يقفل عليه بسدادة معدنية - ويحيط بالفانوس زجاج سميك بعض الشيء وبداخله الفتيل، ثم يغطي الزجاج بغطاء من نفس المادة المصنوع منها جسم الفانوس وهو من النيكل الجيد، وهناك آلة لرفع الزجاج وخفضه لإشعال الفتيل وإطفائه، كما أن للفانوس يدا مستديرة في أعلاه ليمسك به من يحمله، حتى لا يتعرض لحرارة الفانوس حينما يكون مشتعلا. انظر: محمد علي مغربي: ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز، ص ١٧٩.
(٢) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصل، وأثبتناها من النسخة (ب) لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "دزمك" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "سكنهم" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "دزمك" والتعديل من (ب) وهو الصواب.