للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الأربعاء سادس عشر الشهر ماتت شمسية بنت عبد اللطيف بن عمر السقطي، وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة، ومولدها في ذي الحجة [سنة] (١) تسع وستين أو في محرم سنة سبعين. وفي آخر يوم الثلاثاء ثاني عشر الشهر أو اليوم الذي يليه أخذت غنم يقال أنها نحو ثلثمائة من أعلا مكة بالفيضة (٢) أو قربها ففزع الباش ودويداره والترك وبعض غريب الدار ثم رجع الباش وغالب الترك في الليل، واستمر الدويدار وبعض الترك في آثارهم فتفرق الآخذون بعد قسمتهم للأغنام فوقعت جرتهم (٣) على البعض وهم خمسة أنفس ومعهم نحو الأربعين شاة ومروا على الوادي وتوجهوا نحو الهدة فلحقهم ثاني نهار يقال عند مكان يقال له الحمام (٤) فهربوا في الجبل إلا واحدا لحقوه فقابلهم وكاد يصيب بعضهم برمحه ثم صابته نشابة بعد أخرى فقتل فقطعوا رأسه ورجعوا ومعهم الشياه إلى أن وصلوا مكة صبح اليوم الثالث فأعطي كل مملوك شاة وحصل سرور في الجملة للناس، ويقال أن باقي


= مجتمعون أم متفرقون؟ فقال: هم مجتمعون وما للترك عليهم قدرة". انظر: الجزيري: الدرر الفرائد، ص ٣٥٥.
(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وأثبتناها من النسخة (ب) لسياق المعنى.
(٢) الفيضة: واد متوسط في اللحيانية، يسيل من شمال أظلم ويدفع في مر الظهران عند البرقة مجاور للصهوة من الشمال في المنبع والمصب، يمر شمال عمرة التنعيم بمكة على (٢١) كيلومترا. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٧/ ٦٦.
(٣) جرتهم: من معانيها جر الرجل على الأرض والتأثير فيها، ومنها قولهم: "مجر جيوش غانمين وخيب" وكان العرب مهرة في تتبع الآثار وقراءة ما على الرمال من علامات. انظر: ابن منصور: لسان العرب ٢/ ٢٤٣.
(٤) الحمام: قرية كانت عامرة يتردد ذكرها في تاريخ أمراء مكة، توجد اليوم بقايا خرائب منها بظاهر مر الظهران من الشمال شمال غربي أبي عروة، بينه وبين مدسوس. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٣/ ٥٦.