للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الثلاثاء تاسع رمضان ختم علي أيضا السيد إمام الحنفية شهاب الدين أحمد البخاري المكي صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وسمع جميع [الكتاب] (١) جماعة منهم ولدي جار الله وعبد القادر كل الكتب بالمسجد الحرام (٢).

وفي يوم الأربعاء عاشر الشهر وصلت الأخبار من جدة بل وورقة من قاضي جدة الجمالي محمد بن القاضي محب الدين بن عبد الحي بن ظهيرة إلى مستنيبه قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة ومنها أن في عشاء ليلة تاريخه (٣) وصل غراب من الطور وفيه مملوك اسمه اطماجا مملوك تنبك الجمالي وهو في خدمة نائب جدة الواصلي الآتي ذكره وعبد الشريف عرار بن وبير النموي قاصد صاحب مكة وأخبرنا أن نائب جدة حسين (٤) المشرف الكردي وهو من أخصاء السلطان، وعرار وصلا إلى الينبع في


= إحدى وأربعين وخمسمائة، وكان إماما حافظا متقنا مصنفا ثقة، سمع الكثير ورحل إلى البلاد وكتب الكثير، وهو أحد أكابر أهل الحديث وأعيان حفاظهم، ومن مؤلفاته الكثيرة "المصباح في عيون الأحاديث الصحاح" و "درر الأثر" و "الصلات من الأحياء إلى الأموات" و "عمدة الأحكام في كلام خير الأنام" وهو الوارد بالمتن، وغيرها الكثير. انظر: ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة ٦/ ١٨٥. ابن العماد: شذرات الذهب ٦/ ٥٦١. كحالة: معجم المؤلفين ٢/ ١٧٩.
(١) وردت الكلمة في الأصل "الكتابة" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) يوضح المصنف ظاهرة اجتماعية ثقافية، حيث كان أرباب العلم من العلماء والطلاب يجلسون في المسجد الحرام، يختمون القرآن الكريم مجودا، كما يقرءون أمهات الكتب، ونستدل من أسماء الكتب ومؤلفها على نوعية الثقافة التي كانت شائعة أنذاك. انظر: ابن جبير: الرحلة: ص ١٢٧ - ١٣٠. ابن بطوطة: الرحلة ١/ ١٨٥.
(٣) أي يوم الأربعاء عاشر شهر رمضان من سنة ٩١١ هـ.
(٤) حسين الكردي: هكذا ذكره المصنف، وذكر أن اسمه حسن الكردي في بعض المصادر كالسنجاري - منائح الكرم - كان من غير جنس الجراكسة كما يظهر من لقبه، أول من ولى نايبه جدة سنة ٩١١ هـ واستمر فيها فترة طويلة إلى سنة ٩٢١ هـ حيث خرج إلى الهند ثم -