للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خمسة أغربة وتسع جلاب وبواطيس (١) اثنين فوجدوا بها الشريف يحيى بن سبع وأولاده وعسكره خيل نحو الثمانين ورجال نحو الخمسمائة فطلب الأمير خلعته فقال له تعال خذها فامتنع من الوصول إليه وكرر طلبه لها فقال إن كنت طائعا تعال خذها وإن كنت ما أنت طائع قل لنا فقال ما أنا طائع وأعطونا الزالة (٢) وإلا ما أخلي أحد يسافر وألبس وتقدم إلى الساحل بخيله ورجله فتقربت الأغربة إلى الساحل وسرت فنزلوا لهم وقيل أن الترك مائة وثلاثة عشر، وقيل وثلاثون والعبيد الذي يرمون بالبندق خمسون وتقاتلوا من ضحى عالي إلى آخر النهار فهرب يحيى وعسكره وقتل سليمان العياشي الشريف مقطوع الرجل، ومدهور أخو عقال مشد البحر (٣)، وسمعنا أن المقتولين نحو خمسة عشر ومن الخيل سبعة، ثم سمعنا أن المقتول منهم أكثر والله أعلم، وقتل من العسكر اثنان أو أكثر وكل ذلك لم نتحققه ونسمع شيئا كثيرا وما يظهر له صحة ولا قوة إلا بالله.


= اليمن، ثم عاد إلى مكة سنة ٩٢٢ هـ، وبالرغم من أنه قام ببناء سور حصين لمدينة جدة لحمايتها من البرتغاليين، كما كان له دور كبير في الجهاد البحري، إلا أن بعض الروايات التاريخية تصفه بالظلم وحبه لسفك الدماء ولقد أمر السلطان العثماني سليم الأول بقتله فأخذه شريف مكة وقيده وأرسله لبحر جدة بعد أن ربط في رجله حجرا كبيرا فغرقه في البحر في مكان يقال له أم السمك. وفي رواية أخرى أنه قتل على يد الريس سليمان العثماني. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٨٥، ٥/ ١٩٠.١٠٩. النهروالي: الأعلام، ص ٢٦٠ - ٢٦٢. ابن العماد: شذرات الذهب ١٠/ ١٦٢.
(١) بواطيس أو بطس: جمع مفرده بطسة: وهي مركب للحرب أو للتجارة من أصل أسباني. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ٣٥.
(٢) يقصد بالزالة ما معه من أحمال المال والمتاع.
(٣) المشد: رئيس الجند الذي يراقب الجند ويشد همتهم في العمل والسير للقتال، فهو يراقب الأعمال، ويحث الموظفين والعمال على الجد والنشاط، ويلاحق دفع الضرائب، وتسمى هذه الوظيفة الشادية. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ١٣٩.