للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في صبيحة يوم الخميس حادي عشر الشهر وصل المملوك والعبد وسكن المملوك بالمدرسة الباسطية، وكان وصولهم لينبع صبح يوم الأربعاء ثالث رمضان ونهبوا أو حرقوا وتهدمت دور كثيرة من المدافع وأحرقوا الجلاب الذي هناك وأخذوا السنابيق التي تصلح واتلفوا الباقي وأراد الساكنون بينبع تجهيز حوائجهم فطلق (١) سباع ابن يحيى أنهم لا يفعلون وكان ذلك غنيمة واستمروا بينبع ثلاثة أو أربعة أيام ينهبون في النهار ويطلعون مراكبهم في الليل وسافروا منها وهذا الغراب صحبتهم إلى الجار (٢) ثم فارقهم وهم في اثره، وأخبروا أن التجريدة عماله وهي واصلة في الموسم بلا حج ومقدمها المقدمان خير بك الكاشف (٣) وتاني بك الخزندار ومع نائب جدة


(١) اليمين بالطلاق لا تستخدم إلا فيما شرعت له. أمّا الحلف بالطلاق وغيره فهو حرام وباطل. انظر: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية: لمحة المختطف في الفرق بين الطلاق والحلف، ص ٥٠.
(٢) يقصد به ميناء الجار. والجار اليوم يعرف ب (البريكة) تصغير بركة: آثار على ساحل البحر شمال الرايس غير بعيدة عن ١٢ كيلا يصب بينهما وادي لواء، وما زال الميناء صالحا لرسو السفن الشراعية القادمة من السودان. تبعد (١١٢) كيلا شمالا من رابغ و (٦٧) كيلا شمال غربي مستورة، وخمسة وتسعين كيلا جنوب ينبع البحر. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان ٢/ ٩٢. البلادي: معجم معالم الحجاز ١/ ٢١٤، ٢/ ١٠٤ - ١٠٨. صالح أحمد العلي: الحجاز في صدر الإسلام - ص ١٠٨.
(٣) هو خاير بك من إينال ولقبه المعمار (ويعرف بكاشف الغربية) لأنه كان مكلفا بتشييد وترميم كثير من العمائر في عهد السلطان قانصوه الغوري، وأنعم عليه السلطان بأمره طبلخاناة بمصر سنة ٩١٢ هـ، وسبب ذلك لأنه قضى على الفتنة التي قام بها عربان بني إبراهيم على طريق ينبع وأحضر خمسين رأسا من رؤوس القتلى مشرعة على الرماح إلى القاهرة، توفي يوم الخميس ثاني شهر صفر من عام ٩٢٢ هـ، ونزل السلطان وصلى عليه وكانت جنازته مشهودة، وكان في سعة من المال فخلف من الموجود مالا لا يحصى. انظر: العز ابن فهد: غاية المرام، ج ٣، ص ٢١٨. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٠٥، ١٣٣، ٥/ ١٥ - ١٦.