للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبحر ونزل من عندهم الشريف عرار وأخبر أن الأمير قال له مرسوم السلطان الأميرين والقضاة ينزلون بجدة فتعالوا فاجتمع الأميران بالمسجد جوف الليل واتفقوا على أن يرسلوا خيالا للأمير يسألونه في الوصول كما ذكروا أو لا يتوجهوا وطاف غلمانهم بالجمال بالليل، [و] (١) في الصباح أرسلوا للقضاة فتوجهوا في شقادف وكذا الأمير شاهين، وأما الباش فإنه سافر على فرسه من بعد صلاة الظهر بعد أن جاءه ضحى من مصر بحرا مملوكه الذي أرسله إلى السلطان بعد اتفاقية العادلية [ورزمك] (٢) ومعه مرسومان فاظهر أحدهما العادلية مع رزمك وراب (٣) الناس [أخذه] (٤) معه جنازير (٥) عدة والله يقدر للمسلمين ما فيه الخير، ثم وصلوا كلهم جدة/صبح يوم الاثنين خامس عشر الشهر وسكن أيضا الأميران بالصهاريج والقاضيان ببيت الشافعي وسلموا على [نائب] (٦) جدة والمسلاتي، وخلع على الأميرين والقاضيين الشافعي والمالكي ولبس المالكي لمعرفة بينه وبين المسلاتي بمكة وتعرف المسلاتي وقال هو أنه لم يعرفه وظهر أن طلبهم إنما هو بسبب حضورهم لأجل رؤية جوانب جدة وأن يعمل لها سورا (٧) فذرع


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصول، وأثبتناها لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "دزمك" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٣) أي خافوا.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "اخذ" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) يقصد بالجنازير هنا السلاسل.
(٦) وردت الكلمة في الأصل "النائب" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٧) لم يكن لجدة سورا يحميها من هجمات العربان وهم بنو إبراهيم من أهل ينبع وزبيد ومن تبعهم من أهل الفساد والزيغ والعناد، خرجوا عن الطاعة، ونهبوا جدة ومكة ومعهم طائفة من عصبة الشراكسة يسمون العادلية. فأرسل السلطان الغوري الأمير حسين الكردي إلى جدة وجعلها له إقطاعا وأمره ببناء سور لجدة بدأ فيه من سنة ٩١١ هـ - ٩١٧ هـ وقد حمى هذا السور جدة مدة طويلة، وظل باقيا إلى أن هدم سنة ١٣٦٧ هـ وكان بناؤه من اللبن. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٨٥. النهروالي: الأعلام، ص ٢٦٠، عبد القادر ابن فرج: السلاح والعدة في تاريخ جدة، ص ٣٧. نوال ششة: جدة في مطلع القرن العاشر الهجري، ص ٤٨.