للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحققنا أن السيد بركات أرسل للقاضي المالكي ثوب بعلبكي بجدة وقال له لولدك سيد محمد وذلك بحضور القضاة بجدة وسلم على الشريف بركات وأخيه بمجلسهما القضاة والأميران وتعشى عنده ثاني ليلة القضاة، وسافر الباش ثم القضاة لمكة ليلة الأربعاء فوصل الباش مع الظهر يوم الأربعاء والقضاة بعد العشاء بساعة من ليلة الخميس، وتخلف الأمير شاهين بجدة فإنه ترك الصهاريج بجدة فطاح ببركة انوئت (١) رجله وتخلف بجدة.

وفي عصر يوم الخميس ثامن عشر الشهر وصل قايتباي بن محمد بن بركات وهو محرم ومعه أخوه رميثة والسيد علي بن بركات وهو محرم وغيرهم وطاف وسعى بعد العصر ومجيئه بعد قراءة المراسيم ولبس الخلعة.

وفي ليلة السبت عشري الشهر وصل الأمير شاهين الجمالي وهو في صبيحتها اجتمع بالحطيم الشريفان قايتباي وعلي والقاضيان الشافعي والمالكي والباش بكباي وكثير من المماليك وقرئ سبعة مراسيم واحد لقايتباي، وثلاثة لبركات، وواحد باسم الترك، واثنان للباش وبعضها مؤرخ بمستهل جمادى الآخر وسابع عشره، وبعشرة رجب ومضمونها تعظيم الشريف والباش وإخبارهم بوصول مكاتباتهم واحطنا بذلك علما وأننا قد أرسلنا نائب جدة المقر حسين الأشرفي (٢)، ومعه الخواجا نور الدين علي المسلاتي فيتلقى بالقبول والاحترام ويساعد على ما هو بصدده، وقد أمرنا بعمل سور حول جدة وأبراجا ستة وللسور باب واحد ولتساعدوه على ذلك ومصلحة ذلك عائدة عليكما يعني الشريفين أكثر منا فإنكم تنتفعون بذلك وقد أرسلنا معه من العسكر مائتي مملوك وخمسين رام بالبندق ومائة رام


(١) انوئت رجله أي التواء الرجل. والالتواء عند الأطباء زوال الفقرات إلى اليمين أو اليسار كما في حدود الأمراض. انظر: التهانوي: كشاف اصطلاحات الفنون ٤/ ١٠٠.
(٢) يقصد به حسين الكردي.