للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن طرأ/لنا أمر يكونوا متهيئين، وأمر الشريف بركات أن يفخن (١) العرب ويقبل من يجيئه بل ويضمن لهم مالا.

وفي مرسوم الترك تسميتهم ثم السلام عليكم، وفيه وفي مرسوم الأميران أنه بلغنا ما يفعله الترك بمكة وتشوشنا لذلك وتعجبنا لهم الذين ما يردهم عقلاؤهم وهم ما يخشون سطوتنا وأن شوش أحد فيحتفظ به ويرسل يعرفنا وسمحنا لك بالجلوس بمكة حتى تفرغ هذا الأمر ونرسم بمجيك ويحصل لك ما تظنه وفوق ما نريد.

وفي صبح يوم الاثنين خامس عشر الشهر ماتت الصالحة مريم بنت عمر بن أبي بكر المسلي المكي وهي عجوز وبكر، وصلى عليها ضحى عند باب الكعبة قاضي القضاة الشافعي ودفنت بالشبيكة عند جدها وكانت معتقدة ويتبرك بها (٢).

وفي يوم الخميس ثاني عشر الشهر حصل بين بعض الأتراك وبعض المعمارية الذين جاءوا لعمارة [جدة عراك] (٣) بالمسعى فتعصب للتركي اثنان منهم أيضا وضربا المعماريين إلى أن أدموهما فتوجها للباش فأرسل من أحضر [المضاربة] (٤) وأحد المتعصبين وضربهما ضربا كثيرا فزجرهما وحطهما في الحبس فتشفع فيهما أصحابهما فلم يفعل ثم جاءه قريب المغرب دويدار قيت يونس فشفعه فيهما.

وفي هذا اليوم مات صاحبنا المبارك أحمد بن الرومي نزيل مكة، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.

وفي أول ليلة هذا اليوم وآخر [النهار] (٥) الذي قبله وصل الشهاب أحمد بن


(١) يفخن: يبدو أن المقصود من الكلمة مهادنة العرب، ويبدو أنه خطأ بعيد من الناسخ.
(٢) هذه المقولة من الأعراف التي شاعت في ذلك العصر، وهي من روافد التصوف، وهي من البدع المنكرة.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، والتعديل لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "المضارب" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "الهار" والتعديل من (ب) وهو الصواب.