للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الخميس تاسع الشهر جاء الخبر إلى الباش أو ورقة من نائب جدة أن يرسل المنشدين والمقرئين للمولد ليقرأ مولدا (١) بجدة فإكترى لهم حمرا وأرسلوا وهم متخوفين لكونهم قراؤا مواليد [ليونس] (٢) دويدار أمير كبير قيت بالمسجد وأنشدوا قصائد في قيت ولإشاعة المؤذنين أن المقصود منا كفتهم على ذلك فلم يصح إلا المولد وما أمكن وصولهم إلا في ليلة الجمعة والمولد يقرأه الرئيس أبو بكر بن أبي عبد الله رأس المؤذنين بزمزم فأنشدوا وسمعنا أنه أعطاهم عشرين دينارا والله أعلم.

وفي ليلة الجمعة عاشر الشهر مات أحمد بن محمد البغدادي الصيرفي والده المتسبب هو الآن بالسويقة، وصلى عليه بعد صلاة الصبح ودفن بالمعلاة عند تربة بني زايد وخلف ولدين وزوجة.

وفيها أو في يومها ماتت ست الجميع بنت المحيوي عبد القادر بن عبد الرحمن بن زبرق الشيباني المكي بجدة ودفنت بها، وخلفت زوجها عمر بن معروف وولدين منه صبيا وبنتا.

وفي يوم الأحد ثاني عشر الشهر مات حسن بن محمد بن ذاكر المكي، وصلى عليه بعد صلاة الظهر عند باب الكعبة ودفن بتربة أقربائه المؤذنين بالمعلاة على والده.

وفي هذا اليوم سافر الخواجا علي المسلاتي المغربي وسافر معه بعض الجلاب فارغا إلى سواكن وأرسل بعده نائب جدة للباش يطلب القاضي الشافعي وغيره فامتنع الباش وكاتبه هو والأمير شاهين في ذلك فأعرض عنه وأرسل يطلب من الباش أيضا


(١) جرت العادة أن يحتفل أهل مكة مثل غيرهم من سكان المدن الإسلامية بالمولد النبوي الشريف في شهر ربيع الأول خاصة، وقد يمتد الاحتفال إلى باقي الشهور ذات الأيام المباركة فيقرأون التواشيخ وينشدون الأناشيد، ويسمون ذلك مولد تيمنا بما ينشد في مولد الرسول وهي بدعة من البدع إذ لم يرد لها نص شرعي.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "اليونس" والتعديل من (ب) وهو الصواب.