للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعمل له أكوار (١) فشرعوا في عمل ذلك وسمعت أيضا أنه رسم على قاضي جدة الجمال محمد بن محب الدين بن عبد الحي من الصبح إلى بعد العصر قالوا بسبب زاوية (٢) كان بناها ابن عمه علي هو فأمره بهدمها لأجل بنائه بساس السور فهدم بعضها وترك البعض فاشتغل الفعلة تحت الجدار الباقي فانهار عليهم الجدار فقتل جماعة يقال ثلاثة أو أكثر، فلما رسم عليه طلب منه دية كل واحد ألفا ثم كلم فنزل إلى ألف واحدة ثم إلى ثلاثمائة دينار ثم قيل له أنه فقير فتركه، ثم جاء الخبر أنه أخذ منه شيئا قال بعضهم مائتين وقال بعضهم خمسين دينارا والله أعلم.

وفي آخر يوم الأربعاء خامس عشر الشهر مات الشريف عزيز بن شرعان بن أحمد بن حسن بن عجلان بمكة المشرفة، وصلى عليه بعد الظهر عند باب الكعبة ودفن


(١) هكذا وردت الكلمة في الأصول.
ويبدون المقصود بها (أكرة) وهم الذين يعملون في الأرض، كالحرث وحفر السواقي وشق الأقنية وإصلاحها مما طرأ عليها من الطين والحجارة، والأكره والتناء جمع تانيء وهو الزراع والفلاح في ذلك العصر، هم في الغالب ليسوا من العرب، وإنما من الزنج الذين كانوا يعملون في كسح السباخ وعمل النيط في الفلاحة. انظر: إبراهيم السامرائي: المجموع اللفيف، ص ١٤٠. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٣٨.
(٢) زاوية: لفظ مأخوذ من الإنزواء، قالت العرب: انزوى القوم بعضهم إلى بعض، إذا تدانوا وتضاموا. والزاوية مكان يتخذ للاعتكاف والعبادة والمطالعة، كذلك هو مكان لتجمع رجال الصوفية أيضا، وهو على شكل خلوة أو رواق في المسجد إذا كان مشتملا على مصلى مستور، ولكل زاوية شيخ يكون منقطعا لها فتعرف به. أول ظهور الزوايا في العالم الإسلامي يرجع إلى بداية العصر المملوكي، غير أن مدلول الزاوية اتسع أكثر في العصر العثماني حتى باتت الزوايا من أهم الأندية التي كان يلتقي فيها أهل الصلاح والورع. انظر: ابن منظور: لسان العرب ٦/ ١١٩، مادة: (زوى). أكرم حسن العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين، ص ١٧٨. مصطفى الخطيب؛ معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٢١٧. محمد محمد أمين وآخرون: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٥٩.