للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورضوانه ورفع درجاته في أعلا جنانه وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأخلفه عليهم وعلينا بخير، والله يأجرنا في مصيبتنا به ويعوضنا خيرا منه وكانت وفاته في اليوم الثالث من انقطاعه من يوم الخميس ثامن عشري الشهر ذي القعدة الحرام، وصلى عليه بالروضة الشريفة بعد العصر بعد وقوفهم به عند وجه النبي ودفن بالبقيع بين قبة السيد إبراهيم بن المصطفى وبين قبة الإمام مالك (١) بن أنس ، وتوفي أيضا عبد الغني بن الريس بالمدينة الشريفة في خامس عشري القعدة، ووصلنى مطالعه من المدينة الشريفة من صاحبنا الشهاب أحمد العليف يذكر فيها ضعف السيد وغيره وذكر جمال الدين بن عمر في مطالعة لأخيه وصول الرومية إلى القاهرة قبل خروج القاصد ثلاثة أيام، وأن السلطان منع أن يقبض من معاليم أهل الحرمين بمصر شيء بل يحمل جميعه ويخرج ذلك صحبة التجريدة، وذكر القاصد يعني قاصدا وصل إلى المدينة ثم إلى مكة مع ابن جبر أن التجريدة بنية الخروج بعد عيد الأضحى وأن مقدمها خير بك كاشف المحلة (٢) وأن الواصلة من جهة الشام مقدمها الغزالي (٣) وأن هجار بن دراج ولي ينبع وألبس في ثالث شهر شوال الخلعة وهو نيته الخروج إلى محل ولايته بين يدي التجريدة، وقد انقطع الواصل من جهة الينبع من حين تلك الحركة من


(١) هو: أبو عبد الله، مالك بن أنس بن أبي عامر، ولد سنة ٩٣ هـ إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة الأعلام، وشهرته تغني عن الإسهاب في ترجمته، توفي سنة ١٧٧ هـ. انظر: ابن النديم: الفهرست، ص ٣٣٨. أحمد بن عبد الله الأصبهاني (أبو نعيم): حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ٦/ ٣١٦. ابن الجوزي: صفة الصفوة ٢/ ١١٧، رقم الترجمة ١٨٩. ابن خلكان: وفيات الأعيان ٤/ ١٣٥، رقم الترجمة ٥٥٠.
(٢) المحلة: مدينة مشهورة بمصر، وهي عدة مواضع: منها محلة دقلا: وهي أكبرها وأشهرها وهي بين القاهرة ودمياط، ومحلة أبي الهيثم، ومحلة شرقيون: وهي المحلة الكبرى، ومحلة منوف، ومحلة الخلفاء. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان ٣/ ٦٣.
(٣) يقصد به جان بردي الغزالي.