للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلاتي واشتد الحال على الناس جدا مع عدم الدرهم بالمرة الكافية، وحصلت حركة بين الأشراف الوحاحدة وأحلافهم الظوالم (١) والعياشا (٢) ومن الأشراف النمارة وأحلافهم البدو والجبابرة (٣) ومن انضم إليهم من حلية أمير المدينة الشريفة أفضت إلى مقاتلة قتل من الفريقين ثلاثة أنفس اثنان من الوحاحدة وهما شريف يسمى علي بن أحمد بن عامر، وشريف يسمى أحمد بن نغير ومن النمارة شريف يسمى محمد بن جبل والجروحات كثيرة في الفريقين، والناس في فتن كثيرة حمانا الله وإياكم (٤).

وفي صبيحة يوم الجمعة سابع الشهر وصل لمكة نائب جدة المقر الأشرف حسين ابن المشرف وطاف معه قاضي جدة محمد بن المحب عبد الحي ثم بعد الطواف توجه للزاهر بين الحجونين واستمر به إلى أن تضاحا النهار وأبطا عليه الشريف فركب في جماعته والأمير شاهين وبكباي والترك المقيمين بمكة إلى أن طلع ونزل إلى المعلاة وهو يتوقف ليدركه السيد قايتباي وعسكره من الحجون فلما وصل إلى سبيل السيد


(١) الظوالم: أسرة علوية جاء ذكرها في حوادث المدينة سنة ٩٠١ هـ. انظر البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٢٨٩.
(٢) العياشا: والنسبة إليهم عياشي: بطن من الأشراف، يتبع رفاعة من مالك من جهينة. ويقال لهم: أشراف رفاعة. ومنهم بطن من الليث يقال لهم: المجايشة. انظر: فؤاد حمزة: قلب جزيرة العرب، ص ١٣٨. كحالة: معجم قبائل العرب ٢/ ٨٦٦. البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٣٦٩.
(٣) الجبابرة: بطن من بني محمد من بني حرب من بني مالك جنوب الطائف، انظر: البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٧٧.
(٤) كانت التجريدات المملوكية تصل تباعا إلى مكة بسبب أن الأشراف كانوا كثيرا ما يقتتلون ويتنازعون فيما بينهم، وكان ذلك خطرا على مكة لتهديد أمنها واستقرارها، كما كان يكلف الدولة المملوكية كثيرا من الجهد والعناء للقضاء على الكثير من الفتن. انظر: سعاد إبراهيم الحسن: النشاط التجاري في مكة المكرمة في العصر المملوكي "رسالة ماجستير غير منشورة" ص ١٠٢ - ١١٨.