كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل ذي الحجة بالرؤية ليلة السبت سنة إحدى عشر وتسعمائة - ج: 3 - ص: 1503

بركات وقف يسيرا ثم دخل الأمراء بقبة السيد محمد بن بركات إلى أن وصل السيد قايتباي وعسكره من الحجون ودخل له القبة هو وابن أخيه السيد علي بن بركات فألبسهما خلعتين وطرزا ودخلوا جميعا مكة وألبس الأميران أيضا خلعتان، وفي يومه نادى نائب جدة بالأمان والاطمئنان ومن كان له ضرورة فليتوجه للباش.

وخطب الخطيب في هذا اليوم للجمعة الخطيب يحيى بن أبي بكر وكان جاء في أول الشهر من اليمن وتزوج على زوجة أخيه زينب بنت عم أبيه الخطيب محب الدين ابن أبي القاسم النويري ثم بعد الجمعة خطب الخطيب محب الدين الخطبة المستحبة يوم السابع وهو محرم، وفي أوائل هذا الشهر جاء لمكة من اليمن حجاج كثير منهم الشيخ إسماعيل بن المعروف بن الجبرتي ومعه ابن أختا له الشيخ شمس الدين محمد (١) بن الشيخ إسماعيل المشرع ونهب كثير من جماعته قرب مكة بعد أن دخلوا الحرم بعد الاعلام ومنهم ابن الشيخ مرزوق.

وفي يوم السبت ثانيه ثامن الشهر ولد الشريف عجلان بن السيد بركات بن محمد أمه الشرقية، ونادي نائب جدة أن لا يسافر أحدا للحج إلا ثاني يوم لعدم الماء بعين عرفة (٢) وكان القاري الخواجا شمس الدين اصرف علي جماعة عملوا في العين نحو

---

(١) هو: جمال الدين محمد بن إسماعيل المشرع عجيل اليمني، كان إماما عالما صالحا توفي بمدينة زبيد ضحى يوم الخميس الثالث عشر من شهر رمضان من سنة سبع عشرة وتسعمائة، وصلى عليه بمسجد الأشاعر ودفن إلى جنب أبيه. انظر: العيدروسي: النور السافر، ص ٩١. ابن العماد: الكواكب السائرة ١٠/ ١٢١.
(٢) كانت المياه شحيحة بمكة لأن الأمطار غير منتظمة، بل نادرة الحدوث في الحجاز كله وكانت وفود الحجيج لبيت الله الحرام تعاني الأمرين من مشاكل المياه - إلى هذا يشير المصنف - وكانت مساعي أهل مكة من أهل الخير لتوفير الماء وحفر البرك والآبار، خدمة لحجاج بيت الله الحرام. انظر: ابن حوقل: صورة الأرض، ص ٢٧. سليمان مالكي: مرافق الحج والخدمات المدنية في الأراضي الإسلامية المقدسة، "رسالة ماجستير" ص ١٠٠ - ١٢٣. أمنة جلال: طرق الحج ومرافقه في الحجاز في العصر المملوكي "رسالة دكتوراه غير منشورة" ص ٣٠٥ - ٣٢٦.