للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشرين يوما فلما وصل العمل لمنتهى الخراب وسافر ناس قليلون آخر النهار ثم بقية الناس يوم التاسع يوم عرفة وجلس كثير من الناس بها إلى قرب/الظهر وسار الناس لعرفة وخطب الخطيب على العادة بنمرة وصلى الناس يوم التاسع جمعا وقصرا ووقفوا آخر النهار مدة طويلة وكان الناس بالنسبة للعادة قليلا خصوصا أهل مكة فإن الكراء كان عندهم الجمل بأشرفيين وأكثر وأقل، ولهذا قل الناس لعدم وصول [صررهم] (١) ومعاليمهم من القاهرة والشام والروم والله يتقبل من الجميع ويخلف عليهم بخير، ونفر الناس إلى المزدلفة ثم إلى منى ولم يحصل لأحد ضرر ولا نهب إلا أن بالمزدلفة يقال أنه وجد سارق فأمر به نائب جدة ووسط والله أعلم، ويقال: أن الشريف بركات جيء له بشخص من عتيبة فشنقه بمنى والله أعلم.

واستمر الناس بمنى إلى يوم النفر الأول فنفر الناس كلهم ولم يبق أحد إلى النفر الثاني، وفي ليلة النفر أحرق نائب جدة إحراقة هائلة وكنا بحمد الله ممن حج وكانت الوقفة يوم الأحد.

وفي هذا اليوم ولدت الشريفة غبية (٢) بنت حميدان الحسيني زوجة الشريف بركات قدس الله روحه (٣) ولدا ذكرا بمكة (٤) وكانت تخلفت بمكة لقرب وضع الحمل فجاء ساع إلى الشريف بركات وهو بالموقف الشريف يخبره بوضع الحمل ويبشره بأنه


(١) وردت الكلمة في الأصل "صردهم" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) أمّا في زيني دحلان: خلاصة الكلام، ص ٤٨ "عيشة".
(٣) دعاء غير شرعي من المؤلف.
(٤) انظر خبر ولادة ابن الشريف بركات "أبو نمي" في: عبد الهادي الطاهر: الدر الفاخر في خبر الأوائل والأواخر "مخطوط" ورقة ٤٣. الجزيري: درر الفرائد، ص ٣٥٥. العصامي: سمط النجوم العوالي ٤/ ٢٨٨. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ١٥٠. الطبري: إتحاف فضلاء الزمن ١/ ٣٢٣. الدحلان: خلاصة الكلام، ص ٤٩.