للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الاثنين سابع عشر الشهر سافر نائب جدة في قافلة حافلة إلى جدة فجلس بجدة أو بالقرب منها إلى طلوع القمر ليلة الأربعاء تاسع عشر الشهر وقتل شخص من القافلة ومسك الأمير أثنين من العرب وخوزقهما، ويقال أن الأمير أخذ من جمال الجمالة مائة وخمسين وأعطى أصحابها أثمانها وقارب في الأثمان، وبعد سفر نائب جدة ضرب شاد بك العادلي رضوان طواشي صاحب مكة الجمالي محمد بن بركات ضربا مبرحا يقال يخشى منه التلف فأنكر عليه مماليك [الأتابك] (١) قيت وكان يقع بينهم وتوجه هؤلاء إلى الباش.

وفي يوم الخميس عشري الشهر برز الأمير شاهين إلى تحت جبل [فخ] (٢) وهو جبل عبد الله بن عمر الذي يقال أنه مدفون به فأرسل لشاد بك وأصحابه فلم يجيء فكان الباش كاتب نائب جدة ففي ظهر يوم الجمعة حادي عشر الشهر وصل دويدار نائب جدة إلى مكة وتوجه الباش واجتمع القضاة خلا المالكي بهما يخطب [وأرسلوا] (٣) لشاد بك ولم يحضر فكتب بذلك محضران فيهما ما عمله/العادلية بمكة


(١) وردت الكلمة في الأصل "الأنابك" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "فخري" والتعديل من الطبري: تاريخ الأمم والملوك ٤/ ٥٩٦. والأزرقي، أخبار مكة ٢/ ٢٩٨. وجبال فخ هي الجبال التي تشرف على صدر وادي فخ من الشمال بينه وبين رأس ياجج، ويوم فخ كان أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن أبي طالب، خرج يدعو إلى نفسه في ذي القعدة سنة ١٦٩ هـ وبايعه جماعة من العلويين بالخلافة بالمدينة، وخرج إلى مكة فلما كان بفح لقيته جيوش بني العباس فالتقوا يوم التروية سنة ١٦٩ هـ، فبذلوا الأمان له، فقال الأمان أريد، فيقال إن مباركا التركي رشقه بسهم فمات وحمل رأسه إلى الهادي وقتلوا جماعة من عسكره وأهل بيته. وفي هذا الموضع دفن عبد الله بن عمر، ونفر من الصحابة الكرام. إلا أن البلادي يرى أن عبد الله بن عمر، دفن بأذاخر بأعلى مكة في مقبرة آل أسيد. انظر: الطبري: تاريخ الأمم والملوك ٤/ ٥٩٦ - ٦٠٣. الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٢٩٨. ياقوت: معجم البلدان ٤/ ٢٣٧. البلادي: معجم معالم الحجاز ٧/ ٢٠.
(٣) وردت الكلمة في الأصل مطموسة، والتعديل من (ب) لسياق المعنى.