للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى في ستة وعشرين مجلسا، وقرئ بعد الختم قصيدة الإمام محمد (١) بن يحيى الشقراطيسي المعروفة بالشقراطية التي أولها: الحمد لله منا باعث الرسل. ثم أبيات السهيلي الإمام أبو القاسم عبد الرحمن (٢) بن عبد الله التي أولها: يا من يرا في الضمير ويسمع. وحضر ذلك جماعة وأخبرت لهم أجمعين والحمد لله رب العالمين (٣). وفي ليلة الأثنين ثاني عشر الشهر كانت [زفة] (٤) المولد الشريف على العادة بين المغرب والعشا وكبيرها الناظر قاضي القضاة الشافعي ومعه القضاة الثلاثة والباش والفقهاء وخطب


= والجزيرة، وروى عنه خلق، توفي بمكة سنة ٣٠٣ هـ. ومن تصانيفه: السنن الكبرى والصغرى - وهو الكتاب المقصود بالمتن - وكتاب: الخصائص في فضل علي بن أبي طالب وأهل البيت، ومناسك النسائي وغيرها من المصنفات. انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء ٩/ ١٧٠ - ١٧٣. السبكي: طبقات الشافعية ٢/ ٨٣. ابن تغرى بردي: النجوم الزاهرة ٣/ ١٨٨. كحالة: معجم المؤلفين ١/ ١٥١.
(١) هو: محمد بن يحيى بن علي الشقراطيسي، كان فاضلا، من آثاره: القصيدة الشقراطيسية في السير. انظر: كحالة: معجم المؤلفين ٣/ ٧٦٨.
(٢) هو: أبو القاسم عبد الرحمن بن الخطيب أبي محمد عبد الله ابن الخطيب أبي عمر أحمد بن أبي أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح الخثعمي السهيلي. ولد سنة ثمان وخمسمائة بمدينة مالقة، وتوفي بمراكش يوم الخميس السادس والعشرون من شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وكان مكفوفا. والسهيلي: نسبة إلى سهيل وهي قرية بالقرب من مقاله، سميت باسم الكوكب لأنه لا يرى في جميع بلاد الأندلس إلا من جبل مطل عليها. وهو صاحب كتاب "الروض الأنف" في شرح سيرة رسول الله وكتاب "نتائج الفكر" وغيرها. انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان ٣/ ١٤٣. حاجي خليفة: كشف الظنون ١/ ٤٢١. البغدادي: هدية العارفين ٥/ ٥٢٠. الزركلي: الأعلام ٣/ ٣١٣.
(٣) يشير النص إلى نوع من الثقافات التي كانت شائعة آنذاك، وهي عادة ختم الكتب الهامة وإجازة من يختمها. كما يشير النص إلى طريقة المجلس وبعض أنواع من فروع المعرفة التي كانت شائعة، فيشير إلى أن الكتاب الذي ختم هو "سنن النسائي" وفي مجلس الختم كانت تنشد القصائد وتقرأ الأشعار ويحضره جماعة من المثقفين.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "رفة" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.