للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القليل (١)، ثم جاء السيد بركات وعسكره فوجدوهم منهزمين فقتلوا الهاجرين (٢) ولولا الليل لم يبق منهم أحد، وكذا الترك لم يعرفوا أصحابهم (٣) من العرب من بني إبراهيم فوقعوا فيهم فتراجع العرب خوفا من الترك ولو لاهم لا تركت خيلهم خيل المنهزمين، وكان مع بني إبراهيم يحيى بن سبع وولده، وملحم، وابن أخيه عبد الله بن محمد بن مسعود فهربوا إلا عبد الله فقتل وقامت النائحة عليه بمكة ثم سكتوا خوفا عليهم من الترك، ولم نسمع إلى الآن بأحد من المقتولين وفي نية التجريدة التوجه خلف المنهزمين إلى محلهم فإنهم سمعوا أن جماعتهم وحلتهم من العرب من بلي ليسوا بعيدين فالله يظفر بهم (٤).

وفي يوم الثلاثاء عاشر الشهر ماتت عائشة بنت أمين الدين أبي اليمن قاضي القضاة الخطيب فخر الدين أبي بكر بن ظهيرة، وصلى عليها قبيل مغرب الليلة الآتية،


(١) يظهر من النص الذي فصله المصنف أن بني إبراهيم كانوا من القوة بحيث يهاجمون السلطة الفعلية المتمثلة في أمير ينبع (هجار بن دراج) ووصلت بهم الجرأة إلى حد مهاجمة التجريدة المملوكية، وفي هذا تحد للسلطان نفسه. وفي ظني أن هذا ما كان يدفع الدولة إلى مسالمتهم ودفع الإيتاوات لهم.
(٢) هكذا وردت الكلمة في الأصول. وفي العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٩٠ (الهارب).
(٣) انظر: هذا الخبر في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٩٠.
(٤) ولقد أعد شاعر البطحاء (شهاب الدين أحمد بن الحسين بن العليف) قصيدة طويلة يمدح السيد بركات ويهنئه بالنصر على أعدائه بني إبراهيم في هذه الواقعة، أولها:
العزّ تحت ظلال البيض والأسل
يوم الطعان وسبق السيف للعذل
والمجد ما شاد ذكرا أو بنى شرفا
يبقى وما شد ركن الملك والدّول
انظر: العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٩٠ - ١٩٩. العصامي: سمط النجوم العوالي ٤/ ٣١٩.