للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحضر القضاة إلا الحنفي وجماعة القضاة لا غير والتجار، وكنت ممن طلب وحضر.

وفي هذه الليلة وصل إلى مكة نائب جدة المقر [الحسامي] (١) حسين وسكن بالمدرسة الباسطية.

وفي ثاني يوم بعد صلاة الجمعة توجه إلى عرفة يشرف على عمارة عينها فإن السلطان أرسل له يسأله أن يعمرها، فأرسل بعض جماعته مع القائد مفتاح البقيري فتوجهوا إلى هناك وأخذوا عمالا كثيرا وتوجهوا بعد العيد إلى هناك ثم ازدادوا فعله، ويقال: أن الشغل فيها كثير ويستبعدون مجيها فجاء ليشرف على ذلك ويحضهم على سرعة الشغل، ثم عاد لمكة في يوم السبت تاسع عشر الشهر.

وفي يوم الجمعة ثامن عشر الشهر وصل قايتباي بن محمد بن بركات إلى مكة وصلى مع الناس الجمعة وكنا سمعنا بمسكه لبعض زبيد فلم يصح، وسمعنا بوصول ابن أخيه السيد بركات والتجريدة وجاء جماعة منهم في هذا اليوم وليلته، ثم جاء الباش بكباي والسيد علي بن بركات إلى مكة، ثم جاء في النهار جماعة من أتراك التجريدة واسترسلوا كل يوم وليلة إلى ليلة الأثنين حادي عشر الشهر جاء الأمير بعد المغرب إرسالا آخرهم باشهم أحد المقدمين الأمير خير بك الكاشف وطافوا وسعوا بعد العشاء وعادوا للوطاق (٢)، ثم في صبيحتها خرج للقائهم السيد الشريف قايتباي وأخوته،


(١) وردت الكلمة في الأصل "الحامي" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٢) الوطاق: لفظ تركي، أصله: أوتاق. معناه: الخيمة الكبيرة ذكرته المصادر العربية في العصرين الأيوبي والمملوكي على أنه المخيم الذي كان يقام أثناء سير المعارك في الموقع المتقدم، يكون بمثابة مقر قيادة للملك أو السلطان. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ١٥٥. أنطوان ضومط: الدولة المملوكية، ص ٣٨٥. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٤٤٢.