للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ثاني تاريخه خرج الأمراء، والأتراك، والسيد الشريف قايتباي بن محمد، والسيد الشريف علي بن بركات بن محمد ودخلوا سريعا عند طلوع الشمس لمكة ودخلوا بالمحمل أيضا، وخلع على الخادم بشير، والأمير الباش جان بردي، ونائب جدة المقر [الحسامي] (١) حسين البدري.

وفي هذا اليوم خطب الخطيب بعد الظهر وخطبة السابع، وفي ثانيه يوم الأربعاء سافر الأمراء والحجاج إلى عرفة وكذا جميع الناس في هذا اليوم والليلة التي تليه إلا بعض الناس لأجل الجمال فلم يشد إلا يوم عرفة يوم الخميس وكان [كراء] (٢) الجمل بأشرفي ونصف ونحو ذلك وخاف الناس العطش فحمد الله/تعالى وذهب الناس بالجمال والقرب إلى العين [التي] (٣) هي مطمورة بالتراب وإلى غيرها فملؤا وجاءوا، وكان السلطان أرسل لنائب جدة يأمره بعمل عين عرفة فشرع في ذلك قبل الحج في شوال أو ذي القعدة وندب لذلك القائد مفتاح البقيري فتوجه إلى هناك بنفسه وأهله والعمال وعملوا فيها عملا قويا فوجدوها ملآنة (٤) بالتراب، وجاء نائب جدة إلى عرفة ورأى العمال وعاد ثم توجه إلى جدة ثم جاء مع الكسوة، [واستمر] (٥) العمل فيها إلى يوم عرفة وبعدها فالله يأتي بها (٦).

وكانت الوقفة يوم الخميس وهي هينة ولله الحمد، ونفر الحجاج كلهم من يوم الثالث يوم الأحد ثاني عشر الشهر المحمل والأول إلى مكة، وبعد النفر إلى مكة غضب


(١) وردت الكلمة في الأصل "الحامي" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "كرى" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "إلي" والتعديل من (ب) وهو الصواب لسياق المعنى.
(٤) ملأنه: لهجة عامية من اللهجات الشائعة آنذاك، ويقصد مملؤة.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "والستمر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٦) كما أن حصول الحجاج على الماء كان مشكلة المشاكل آنذاك وكانت أسعاره غالية وكانت الدولة تعمل جاهدة لتوفيره للحجاج على قدر المتاح لها من الإمكانيات.