للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خلعة السلطان ودخلوا جدة جميعا إلى الفرضة فقرأو بها المراسيم ومنها مرسوم الأمير حسين ومرسوم للمسلاتي وفي بعضها لا ظلم ولا عدوان ويستمرون التجار على ما كانوا عليه في زمان السلطان قايتباي على ما جرت به العادة (١).

وفي مرسوم حسين أن الواصل إليكم القاضي ناظر الخواص وصحبته عسكرنا المنصور المتجهز إلى الهند لقتال الأفرنج (٢)، وأن يكون المقر السيفي حسين باشا عليهم وأن لا يتهاون فقد برزت مراسيمنا بذلك، وحضر المسلاتي إليهم في الفرضة وهم في الدكة الخشب الكبيرة والتي عليها حسين فأوقف تحت الدكة في الجنزير بحضرة الخلق فعند وصوله فأمر له القاضي ناظر الخواص وقال له لا بأس عليك من هذا يا خواجا والناس جرى عليهم أكثر من هذا، فقال له الحمد لله الذي ما جرى لي هذا الأمر


(١) يشير المصنف إلى الضريبة الزائدة التي قررها حسين الكردي، ويبدو أن ذلك كان بسبب المساعدة في بناء التحصينات الحربية لميناء جدة، ويبدو أن التجار اشتكوا للسلطان من كثرة الضرائب فأرسل مرسوم ليبطلها.
(٢) يشير المصنف إلى أهم الأحداث السياسية التي وقعت آنذاك وهي خروج التجريدات المملوكية لقتال البرتغاليين الذين أطلق عليهم مؤرخو العصر "الأفرنج" وكان يتولى قيادتها كبار القادة المماليك، وتجهز بأقوى السفن، وذلك لأن البرتغاليين بدأوا في توطيد مراكزهم على الساحل الهندي للقضاء على نفوذ التجار المسلمين وممارسة أعمال القرصنة ضد هذه السفن وهاجم البرتغاليين كل المرافق الهامة في المنطقة كاليكوت، وهرموز، وعدن، وجزيرة سوقطرة، واستمروا في ذلك حتى نجحوا في تحويل الطريق التجاري تماما إلى رأس الرجاء الصالح. وقد أرسل السلطان الغوري أيضا تجريدات إضافية إلى بلاد الفرنج، في شهر ذي القعدة من هذا العام (٩١٣ هـ) وكان الباش على هذه التجريدة الأمير محمد بيك قريب السلطان. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٢٩. عبد الرحمن بن علي (ابن الديبع): قرة العيون في أخبار اليمن الميمون، "مخطوط"، ورقة ٢٠٦. غسان علي الرمال: صراع المسلمين مع البرتغاليين في البحر الأحمر خلال القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي، ص ٨٦ - ٩٠. نوال صيرفي: النفوذ البرتغالي في الخليج العربي في القرن العاشر الهجري، ص ٩٨ - ١١١.