للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: من شيء تحملته لأجل الدم فإنه توقف عن وقت حيضها (١) ثم في الليل اشتكت وانحبس الدم معها فماتت في صبيحتها، ويقال: أن بعض جسدها تفرز، وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة ودفنت عند والدها بتربة بن الزمن رحمها الله تعالى، وخلفت صبيا وبنتا.

وفي يوم الاثنين ثامن عشر الشهر عقد الشيخ بن الخواجا أحمد (٢) الحوراني، على صفية بنت الجمال محمد بن عمر الرضي ببيت أبيها بالقضاة والفقهاء، والعاقد خالها القاضي نور الدين بن الضياء الحنفي وكان بهجا، وفي يومه طلق الزين عمر بن عبد اللطيف الحلبي الشهير بابن البيطار وبابن تربة، بنتي سعادة بعد إبرائه من مائة مثقال (٣) حاله ومن نفقة العدة (٤) ومن النفقة وجعل لولده في كل سنة عشرة أشرفية


(١) الحيض: لغة: بكسر الحاء، جمع: حيضة بكسر الحاء أيضا، مثل: سدر، وسدرة. والمراد بها خرقة الحيض الذي تمسحه المرأة بها. وحاضت المرأة: إذا خرج دمها من رحمها، وله ستة أسماء: (الحيض، والطمث، والعراك، والضحك، والإكبار، والإعصار). انظر: صالح الآبي: الثمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني، ص ٢٧. محمود عبد المنعم: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية ١/ ٦٠٤ - ٦٠٧.
(٢) هو: أحمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله الشهاب الكناني الحوراني الأصل الغزي الحنفي المقرئ نزيل مكة، اشتغل بالقراءات وتميز فيها وفهم العربية واشتغل وقطن مكة، وقد لازم السخاوي كثيرا في الدراية والرواية وكتب له إجازة وسمعه ينشد من نظمه:
سلام على دار الغرور لأنها … مكدرة لذاتها بالفجائع
فإن جمعت بين المحبين ساعة … فعما قليل أردفت بالموانع
ثم قدم القاهرة في رمضان سنة تسع وثمانين وثمانمائة، وأنشد السخاوي من لفظه قصيدتين في الحريق، والسيل الواقع بالمدينة وبمكة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع، ج ١، ص ٣٠٩.
(٣) يقصد بالمثقال وحدة حسابية للوزن تبلغ ٤،٢٥ جرام أي إثنان وسبعون حبة من الشعير. انظر: عبد الرحمن بن محمد (ابن خلدون): العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ١/ ٢١٩.
(٤) العدة: فعله مأخوذة من العدّ، والحساب، والإحصاء: أي ما تحصيه المرأة وتعده من أيام أقرائها -