للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الليلة كانت دعوة شراع لأحمد بن حسين لأجل طهار ولده دعي فيه خلق من الفقهاء، والتجار، والمتسببين وحصل لصق كثير يقال أنه (١)، وطهر الولد صبيحتها وعمل سماط حضره القضاة والفقهاء لعل والمتسببين.

وفي يوم الخميس عشري الشهر مات شهاب الدين أحمد بن الربيعي اليمني الأصل نزيل مكة، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة خلف تربة الشيخ سفيان بن عيينة، وخلف بنتا ويقال بنتين وأختا بدل البنت وأخا وأبن عم بمصر والله أعلم، ويقال: أنه نزل بمصر [مرة] (٢) لبنته، وجعل الشيخ محمد الطرابلسي الشهير بالحطاب وصية، وإيانا وجميع المسلمين آمين.

وفي هذا اليوم أو قبله جاء كتاب الشريفين بركات وقايتباي إلى باش المماليك السلطانية ينهيانه عما يفعله بمكة، وأنه ضرب أربعة حتى ماتوا، وأن هذا الأمر ما يخفى على السلطان وأن نحن نرسل نعرفه فأراد أن يجيبهما بجواب فحفظه القاضي الحنفي فإنه استشاره برسالة ثم طلبه فأشار على ألا يخالف، فإن الكلام كثير ومكة ما تحمل هذا فما وسعه إلا الموافقة فأجاب بلطف فأرسل مملوكا من جهته يعتذر [لهما] (٣)، وفي الحقيقة أنه استباح الناس ضربا ونهبا وتخويفا، ويقال: أنه طلب القاضي عز الدين فايز بن ظهيرة إليه بعد أن أرسل له من جهة ميضأة بركة (٤) أن وقفها كثير وأن ما فيها ماء


(١) هكذا في الأصول، وقد يكون هناك سقط في الكلام.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "رة" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصول "له" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) مطهرة بركة (ميضأة بركة): من عمل الأمير زين الدين بركة العثماني رأس نوبة النوب بالقاهرة، وخجداش الملك الظاهر صاحب مصر. وتقع هذه الميضأة بسوق العطارين الذي يقال له سوق النداء عند باب بني شيبة، وكان انشاؤها وإنشاء ريعها ودكاكينها في سنة ٧٨١ هـ. انظر: الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٦٠. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٣/ ٣٣٤.