للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمام (١) فنادى شيخ الرباط فحضر إليه شيخه وهو أحمد الفقيه عبد المعطي بن حسان فوضع الآخر وضربه تحت رجليه، ثم مر على أوقاف الجمالي ناظر الخاص فرأى شيئا من ذلك فسأل عن المتكلم على ذلك فقيل محمد زمامه فحضر فضربه على رجليه ضربا كثيرا فعزره وطيف به البلاد، فلما رأى الناس من ذلك بادروا لشيل ما تحت بيتهم، وأمر بقطع أماكن كانت ضرورية بشيل مثل زقاق التمر والزقاق الذي بجنب بيت جانبك بالمدعى يعني بقربه وتغير ذلك وتوعد الناس كثيرا، وقيل عنه أنه قال لفتح مكة فتحا جديدا (٢).

وفي ليلة الأحد ثاني عشري الشهر ولد أبو البقا بن قاضي القضاة النوري علي ابن أبي الليث بن الضياء الحنفي المكي، أمه سعادة بنت قاضي القضاة الجمالي أبو السعود ابن ظهيرة.

وفي آخر يوم الأحد المذكور وصل من ينبع قاصد لصاحب مكة بأوراق والشريف الفراش عبد الله الهرساني العجمي ابن [خالة] (٣) البرهاني السمرقندي وهو


= واستؤجر بعض البناة لمكة على تكميل عمارته، وأمر الشريف حسن بإنشائه في سنة ٨١٦ هـ وأدخلت فيه البئر المعروفة ب: بئر عفراء وجعل تلك البئر سبيلا برباطه (وكان هذا البئر خاصا بالرجال). وكان للسيد حسن بن عجلان رباط أخر خاص بالنساء يقع مقابل مدرسته المقابلة للمدرسة المجاهدية. انظر: الفاسي: شفاء الغرام ٢/ ٥٩٦، ٥٩٣. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٣/ ٤٢٣، ٥٠٨. حسين شافعي: الرباط في مكة المكرمة، ص ١٦٠، ١٧٢.
(١) ويعرف هذا الزقاق أيضا بزقاق سوق الحمام. انظر: الفاكهي: أخبار مكة ٢/ ١٩٦.
(٢) نفهم من النص أن كبار الأمراء المماليك كانوا مسئولين عن نظافة البيت الحرام وما حوله ويشددون على ذلك ويعاقبون بالجلد والضرب كل من يقوم برمي القمامة حول المسجد أو المسعى. ويعد خاير بك المعمار من أبرز الرجال الذين لهم أياد بيضاء في هذا المجال، ولا غرو في ذلك فلقد لقب بالمعمار لكثرة ما شيد من عمارة في البلدان الإسلامية.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "خالد" والتعديل من (ب) وهو الصواب.