للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطان أقبل عليه كثير وأسكنه ببيت بن العيني (١) وفرشه له بجميع احتياجه، ونزل خاسكي للضيافة ثلاثة أيام ومعه البابيات (٢) وصار الغداء والعشاء ينزل من القلعة كل يوم وكذا الضيافة ثلاث أيام أيضا، وألبسه السلطان خلعة للمقدم، وخلعة ثانية كان لما طلع بالمرسول، وهو مما سمعناه خيل ودقيق وعشرون ألف دينار، وثلاثة للدويدار الكبير ونحو ثلاثة آلاف دينار لكاتب السر (٣)، ولناظر الجيش، ولناظر الخاص (٤)، ولما فرغت الضيافة ألبس الشريف عرار الخاسكي خلعته الأولى وفرق على [البابية] (٥)


(١) وكان بيت أبي العيني يقع بالمنشية. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢١٣، ٥/ ٤٥٧.
(٢) البابيات: لقب عام لجميع رجال الطست خانة ممن يتعاطي الغسل والصقل وغير ذلك، وهو لفظ رومي معناه أبو الأباء، ولقب بذلك لأنه يرفه مخدومه بأعمال تنظيف ثيابه وتحسين هيئته. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ٢٨.
(٣) كاتب السر هو: محب الدين أبو الثناء محمود بن محمد بن محمود بن أجا التدمري الأصل الحلبي ثم القاهري الحنفي، ولد سنة أربع وخمسين وثمانمائة بحلب، واشتغل بالعلم في القاهرة ورجع إلى حلب وتميز بالذكاء ولطف العشرة، وولي قضاء حلب في شهر رمضان سنة تسعين وثمانمائة، ثم طلبه السلطان الغوري وولاه كتابة السر بالقاهرة عوضا عن أبي الجيعان في أول ولايته سنة ست وتسعمائة، واستمر فيها إلى آخر الدولة الجركسية وهو آخر من ولي كتابة السر. حج في سنة عشرين وتسعمائة فقرأ عليه المسند جار الله ابن فهد عشرين حديثا عن عشرين شيخا وخرجها له في جزء سماه "تحقيق الرجا لعلو المقر بن أجا" توفي في حلب في العشر الأول من شهر رجب سنة ٩٢٥ هـ. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ٤٠٩. الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٣٠٣. ابن العماد: شذرات الذهب ١٠/ ١٩١.
(٤) ناظر الخاص هو: علاء الدين بن الإمام، سياسي تولى وظائف هامة في الدولة المملوكية منها ناظر الخاص، وانتقل بالولاء للدولة العثمانية فتولى بها الوظائف الهامة أيضا منها كاتب السر وناظر الخاص. انظر: ابن طولون: إعلام الورى، ص ١٥٢، ٢٧٢. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٧٧. وما بعدها. الجزيري: الدرر الفرائد، ص ٣٦٤، ٣٦٩.
(٥) وردت الكلمة في الأصول "الباشه" والتعديل من غاية المرام ٣/ ٢١٧.