للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الشرق للسيد بركات بن محمد بن بركات وأنه هناك، وتوجه في ظهر يوم الأربعاء رابع عشري الشهر سمعنا أن عبدا لعرار دخل مكة وأخبر أن سيده وصل الوادي وهو عند السيد قايتباي والله أعلم بصحة ذلك، ثم آخر النهار لعبوا عند بيت الشريف بالنقارة والرقص وغير ذلك، ثم في صبح يوم الخميس ثانيه وصل الشريف عرار إلى مكة وأخبر أنه توجه إلى الطور وأقام بها ثلاثة أيام ثم عاد وجاء إلى العقبة ثم إلى مكة، ثم سمعنا عنه أنه يركب بحرا من الطور إلى عينونا [فوجد] (١) رواحله بها فسافر إلى مكة، وأظن هذا أصح، وأخبر أن السمرقندي وصل إلى مصر في العشر الأولى من ربيع الأول وأنه تجمل معه كثيرا وأننا صرنا شيئا واحدا، وأن عبد المعين (٢) بن شمس كاتب السر ونظر المرستان مسح عليه الخشب فإن صهره القصروي ناظر الجيش أنهى للسلطان أنه قال أن السلطان خارجي فأمر السلطان بنهب بيته وإدخاله العرقانة (٣)، ويقال: أنه ضرب بالمقارع إلى أن مات تحتها، وثم تحققنا أنه إنما اشترى نفسه بمبلغ كبير، يقال: هو عشرون ألفا أو ثلاثون، وحضر ما في بيته فكان ستين ألفا، وأن نيابة كاتب السر صارت للشهابي أحمد (٤) بن الجيعان، ونيابة نظر المرستان صارت للقاضي


(١) وردت الكلمة في الأصل "فوجه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) هكذا في الأصول، وفي بدائع الزهور ٤/ ١٨٣. "معين الدين" وهو معين الدين بن شمس كاتب السر بمصر، وقد تغير خاطر السلطان الغوري عليه في شهر ربيع الأول من هذا العام ٩١٦ هـ وعزله وعين مكانه في نيابة كتابة السر الشهابي أحمد بن الجيعان. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٨٣. ابن الحمصي: حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران ٢/ ١٩٦.
(٣) العرقانة: أحد السجون المشهورة بالقاهرة وهو بالقلعة أنشأه الطواشي سرور شاد الحوش، وكان يحبس به بعض المصادرين من أرباب الجرائم، واستمر من بعده إلى نهاية دولة المماليك. وأحيانا كان السلطان رغبة منه في العدل يقوم بعرض من في العرقانة من المصادرين ويفرج عن بعضهم مثلما فعل السلطان الغوري عام (٩١٩ هـ). انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ١٧٩. البيومي إسماعيل الشربيني: مصادرة الأملاك ١/ ٢١٢.
(٤) هو: القاضي شهاب الدين أحمد بن الجيعان. نائب كتابة السر بمصر وأحد أعيانها قبض عليه في -