للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمود (١) بن قاضي القضاة السري عبد البر بن الشحنة، وأن القاضي الشافعي بمكة صلاح الدين بن ظهيرة جعل عليه السلطان أيضا خمسة آلاف، ويقال: إنما هي التي سلفها بمصر ناظر الخاص وأمره أن يعطيها لصهره فكتب صهره أنه لم يكملها، وأنه لم يرسل له خلعة، وأنه سأل السلطان فيها فقال لا تدخل نفسك في شيء ما لك فيه مدخل، ثم القاضي ناظر الخاص قال هذا اتجملنا معه طول السنة وسلفناه المبلغ وأنه ما تجمل من جماعتنا هناك ولا أوصل المبلغ فما أرسل لنا شيئا، وأن ابن أبي المكارم مرسما عليه، وأن السلطان قال له أنت رافعت فيهم وهم رافعوا فيك، وأن أبي القاسم بن عبد الله النويري لم نره بمصر، وأن زين الدين المحتسب، والطواشي بشير واصلين بمكة بحرا وذاهبين إلى البر، وإذا رجعا يكون زين الدين متكلما على جدة، ويقال: أن معهما طواشي آخر هو الذي يذهب، ويقال: أن معهما ثلاثة طواشية أحدهما يذهب للهند،


= فتنة أحمد باشا لما أدعى السلطنة بمصر لنفسه، ثم أخرج ابن الجيعان من العرقانة فشنق بعد أن طلب من الجلاد أن يخليه ليصلي ركعتين فصلى ثم شنق في يوم الخميس تاسع عشري رجب سنة ثلاثين وتسعمائة. انظر: الغزي: الكواكب السائرة ١/ ١٥٦.
(١) هو: محمود بن قاضي القضاة سري الدين عبد البر بن محب الدين بن الشحنة. نشأ من أسرة اشتهرت بالعلم والفقه والفضل، واتبع مذهب أبيه وهو مذهب أبي حنيفة، ولما ذاع فضله وكل إليه مذهب قضاء الحنفية بمصر عام ٩٢١ هـ، فظل في منصبه حتى عام ٩٢٢ هـ، حيث خرج من جملة القضاة مع السلطان الغوري لقتال العثمانيين، فكانت عاقبة أمره الهزيمة معهم في حلب، ولكنه دون سائر القضاة استطاع أن يفر ويصل إلى مصر، فأعاده السلطان طومان باي إلى منصبه. وعندما سيطر العثمانيون على مصر أرسله السلطان سليم في جملة القضاة والموفدين لمصالحة طومان باي بالصعيد، فأخفق معهم في المسعى وعاد القضاة إلى القاهرة، أمّا هو فقد كان معه أخوه أبو بكر بن الشحنة، وكانت بين أبي بكر وبين بعض الجراكسة الملتفين حول طومان باي ترة قديمة، فاعتدوا عليه في الطريق فتصدى أخوه محمود للذود عنه، فكانت عاقبتهما القتل معا، وذلك في ربيع الأول سنة ٩٢٣ هـ. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٧٧، ٥/ ١٧٣.