(١) هو: محمود بن قاضي القضاة سري الدين عبد البر بن محب الدين بن الشحنة. نشأ من أسرة اشتهرت بالعلم والفقه والفضل، واتبع مذهب أبيه وهو مذهب أبي حنيفة، ولما ذاع فضله وكل إليه مذهب قضاء الحنفية بمصر عام ٩٢١ هـ، فظل في منصبه حتى عام ٩٢٢ هـ، حيث خرج من جملة القضاة مع السلطان الغوري لقتال العثمانيين، فكانت عاقبة أمره الهزيمة معهم في حلب، ولكنه دون سائر القضاة استطاع أن يفر ويصل إلى مصر، فأعاده السلطان طومان باي إلى منصبه. وعندما سيطر العثمانيون على مصر أرسله السلطان سليم في جملة القضاة والموفدين لمصالحة طومان باي بالصعيد، فأخفق معهم في المسعى وعاد القضاة إلى القاهرة، أمّا هو فقد كان معه أخوه أبو بكر بن الشحنة، وكانت بين أبي بكر وبين بعض الجراكسة الملتفين حول طومان باي ترة قديمة، فاعتدوا عليه في الطريق فتصدى أخوه محمود للذود عنه، فكانت عاقبتهما القتل معا، وذلك في ربيع الأول سنة ٩٢٣ هـ. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٧٧، ٥/ ١٧٣.