للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الجمعة سادس عشري الشهر وصل مكة السيد قايتباي بن محمد بن بركات، وفي ضحى يومها اجتمع هو والباش خير بك المعمار، والحنفي تحت زمزم بالحطيم وقرئ مرسومان واحد للسيد الشريف بركات بن محمد، والثاني للسيد قايتباي ومضمونهما أنه وصلنا السيد الشريف عرار ومعه ما ارسلتموه بقائمة، وأحطنا بذلك علما وليس لنا إلتفات إلى هدية ولا إلى غيرها، والمقصود المساعدة في العمارة وأرسل المعمار يشكر منكم وأنكم أرسلتم/له بعشرين جمل [واكد] (١) في العمارة وأنه يعمر المنهدم ويرمم ما يحتاج لذلك ولا يوسع (٢)، وأنكم تجتمعون وتنظرون في أمر العين وغيرها من الأعين وعين عرفة، والزعفرانة، وأبي رخم، والثقبة (٣) فإن الغرباء [الذين] (٤) كانوا بمكة في العام الماضي قاسوا شدة من عدم الماء، وأن بعض أهل مكة لهم عبيد يبيعوا الماء ويعوقون العين وما في قلوبهم رحمة ولا خوف من الله، ويكتب بذلك محضر ويكون ذلك بحضرة الباني الذي من جهتنا (٥)، وينظر أيضا في الأعين التي


(١) وردت الكلمة في الأصول "وكذا" والتعديل من غاية المرام ٣/ ٢١٨.
(٢) انظر هذا الخبر في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢١٨.
(٣) كانت هذه العيون [عين الزعفرانة، وعين ثقبة، وعين أبي رخم] من ضمن العيون التي تصب في عين حنين، وكان بعضها يزيد وبعضها ينقص بحسب الأمطار إلى أن وصلت عين حنين إلى مكة المكرمة، ولقد ذكر مؤرخو مكة المكرمة بعض الأخبار التي تفيد بعمارة هذه العيون، وعلى رأس هؤلاء المؤرخون النجم ابن فهد الذي ذكر ذلك في حوادث سنة ٧٨١ هـ و ٨٣١ هـ. انظر: النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٣/ ٣٣٤. عبد الكريم القطبي: أعلام العلماء ببناء المسجد الحرام، ص ١١٠. أمنة جلال: طرق الحج ومرافقه في الحجاز في العصر المملوكي - رسالة دكتوراة غير منشورة - ص ٣١٩ - ٣٢٣.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "الذي" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) يشير المصنف إلى خراب الذمة عند بعض أهل مكة في ذلك العصر من الذين يثرون على حساب آلام الحجاج وأبناء السبيل فيعطلون أعمال الحفر في الآبار والعيون ليبيعوا الماء والمصنف يصفهم بأن قلوبهم مجردة من الرحمة وعدم الخوف من الله. وهذه الظاهرة شاعت عند -