للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر يوم [الأحد] (١) ثامن عشري الشهر وصل دوادار الأمير الباش خير بك من القاهرة بعد أن زار المصطفى ، وكان قد خرج من مصر مع الشريف عنقا وفارقه من عجرود وطاف وسعى وتوجه لأستاذه.

وفي صبيحة ثانيه خرج الباش مع المماليك السلطانية إلى أعلا مكة كعادة يوم الموكب الاثنين والخميس ولبس خلعته ودخل مكة والمسجد الحرام وجلس بالحطيم، وعن يمينه النوري بن ناصر وإلى جانبه ابن سالم، وعن يساره سيدي محمد بن محمد أمير كبير وقرئ مباشرة على كرسي الوعاظ (٢) على العادة مرسومين له فيه أنه وصلنا كتابك والمحضر الذي فيه أنك كشفت ووجدت شيئا خرابا بباب إبراهيم، وأنك كشفت الرواق الشامي ووجدت الأخشاب تآكلت فقصرت فتعدي المنهدم وترمم ما يحتاج إلى الترميم وتبيض ما يحتاج لذلك وتعمل بالمعروف ولا توسع وعجبنا لك تهدم وتعمر قبل أن تحضر المؤن، وذكرت لنا عن المارستان وأنه ما يصلح فاترك، وأما المواضي فاعملها وذكر العين، وفيه ما في مرسوم الشريفين مما مضى وتأخذ عشرة آلاف من الجوهري، وثلاثة من علي بن خالص، وأن المماليك ينزلون بجدة يبيعون ويشترون القمح فيمنعون من ذلك، وذكر الستة آلاف الذي على بني إبراهيم، وتاريخه ثامن عشري ربيع الأول.


= إعتدائهم على حرمة القبر الشريف واستيلائهم على أموال الأوقاف. ومن جانب آخر نفهم من النص ضعف سلطة الدولة، وبداية إنهيارها.
(١) وردت الكلمة في الأصول "الأربعاء" وهو خطأ واضح من ناسخي الأصول، وما أثبتناه هو الصواب.
(٢) الوعاظ: أحد المناصب الهامة في تلك الفترة، وكان على الواعظ أن يذكر بأيام الله، ويبين للناس أخبار السلف الصالحين. وكانت لهم أماكن بالمسجد الحرام. انظر: السبكي: معيد النعم، ص ١١٣.