للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السبت سابع عشر الشهر ختم علي الشيخ زين الدين عمر بن أحمد بن علي الحلبي الشهير بابن الشماع صحيح البخاري، وقرئ بعده ختم الصحيح لشيخنا الحافظ شمس الدين (١) السخاوي وسمعها جماعة كثيرون.

وفي يوم الأحد سابع عشر الشهر نادى المنادي في شوارع مكة من قبل الأمير الباش خير بك المعمار حسب مرسوم المقام الشريف أنه لا يبقى بمكة أحد من التجار بعد الحج ومن أقام ما يحصل له خير وغير ذلك، وفي ثاني يوم نادى أيضا أنه لا يبقى من التجار إلا الذين لهم مدة بمكة وغير ذلك (٢).

وفي ليلة الثلاثاء تاسع عشر الشهر ماتت المباركة [القارئة] (٣) زينب بنت الشيخ شمس الدين محمد بن عمر بن عزم اليمني، وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة بجانب والدها بالقرب من تربة الشيخ عبد المعطي.


(١) هو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي الأصل القاهري المولد الشافعي المذهب نزيل الحرمين الشريفين، ولد في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة، ساح في البلدان سياحة طويلة من أجل العلم وصنف زهاء مئتي كتاب أشهرها "الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع" أثنا عشر جزء - ترجم نفسه فيه بثلاثين صفحة. وكذلك كتاب "الأحاديث الصالحة في المصافحة" وكتاب "عمدة القاري والسامع في ختم الصحيح الجامع للبخاري" وهو المقصود بالمتن، وكتاب "ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد" توفي بمكة وقيل بالمدينة سنة اثنتين وتسعمائة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٢ - ٣٢. ابن إياس: بدائع الزهور ٢/ ٣٢١. العيدروسي: النور السافر، ص ١٨. الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٥٣ - ٥٤.
(٢) من مشاكل موسم الحج التي كانت تواجه السلطة الحاكمة في مكة تخلف جماعات كثيرة بمكة بعد الموسم، مما كان يؤدي إلى الإزدحام وانتشار الأمراض والتضيق على أهل مكة في الرزق، ويبدو أن طبقة التجار كانت تباشر بعض الأنشطة التي تضر بالاقتصاد المكي من رفع الأسعار، واحتكار السلع، والمضاربات المالية، ولذا كان هذا الأمر. وكان يعلن عن المغادرة قبل موسم الحج بشهر أو أكثر حتى يستعد الناس ويتنبهوا إلى التعليمات.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "القادية" والتعديل من (ب) وهو الصواب.