للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاءوا معه إلى ينبع من بني عقبة وبني لام وغيرهم خيلا كثيرا وخلعا وأحسن إليهم كثيرا بحيث صاروا شاكرين، ويقال: أن صاحب ينبع ولي [بثمانية] (١) آلاف دينار سبعة للسلطان وألف للسمرقندي (٢)، وبعد قراءة المرسومين لبس الشريف قايتباي خلعه بطراز، وأبو نمي بن بركات خلعه (٣).

وفي صبح يوم الأحد ثامن عشري الشهر نادى مناد بمكة من قبل السيد الشريف بركات بن محمد بن حسن بن عجلان بأن الدكاكين تغلق ولا يباع ولا يشترى بمكة، ومن فعل شيئا من ذلك شنق على بابه ولا يسأل ما يجري عليه، ثم نادى مرة ثانية أن لا يجلب بمكة لا فاكهة ولا حطبا ولا شيئا (٤)، فسمع الأمير ذلك فطلب الوزير بمكة علي ابن مبارك يروح فما رضي إليه فطلب المنادي فسأله عن ذلك فقال:

أنا مأمور ثم أرسل الأمير الباش خير بك المعمار إلى القاضي المالكي يقال المرة بعد الأخرى فحضر إليه فسأله في التوجه مع دويداره وغيره للسيد بركات وسؤاله عن ذلك فتوجها في الحال إلى الشريف وهو بالوادي، فيقال: أنه كتب لهم ورقة بما يفعل في مكة ولا يفعل إلا العادة القديمة، ونادى منادي الشريف بركات بأن الدكاكين والبيع والشراء على حاله، ومن ظلم عليه بالسيد بركات.


(١) وردت الكلمة في الأصل "ثمانية" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) جرت العادة في عصر دولة المماليك الجراكسة أن تشتري المناصب بمبلغ من المال يدفع للسلطان أو لكبار الأمراء، وقد أدى ذلك إلى تولي المناصب لمن لا يستحقها كما انتشر الفساد بين العباد. وكان يطلق على تلك الرشاوي بلغة العصر "البرطلة".
(٣) انظر هذه الأخبار في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٣٠ - ٢٣١.
(٤) والسبب لفعل الشريف ذلك، هو تعسف الباش خاير بك في الحسبة على الناس فيما يأخذه فضجوا واستغاثوا بالشريف بركات. انظر: العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٣١.