كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل رمضان ليلة الأحد أو ليلة السبت سنة سبع عشرة وتسعمائة - ج: 3 - ص: 1802

وفي ليلة الخميس ثاني عشر الشهر حصل لمكة مطر أيضا قوي أحسن من الأول.

وفي يومه جاء البناة/والعمال من عمل العين، وجاء السيل فدخل العين فوصلت لمكة وحرفت للبركة، وجاء الأمير الباش لمكة ليلة الجمعة ثانيه.

وعقد بعد صلاة الجمعة عنده مجلس بسبب زواج بنت أحمد الحبابي، فإن أحمد لما مات كانت بنته غير بالغة فأراد ابن عمها محمد بن جلال الحبابي زواجها لأجل ما ورثته من أبيها، وهو رجل مقل مديون ومتزوج ومعه سرية أو سريتان ومعه عيلة (١) أمه وأخوته ولعل غير ذلك فكأنهم لم يقبلوا عليه فتزوجها بنفسه على مذهب الحنفية مجوز للأجنبي أن يتزوج بغير رضا المرأة وإن كانت غير بالغة فلها الخيار إذا بلغت، وأن كانت بالغة فإن اجازته فكان وإلا فلا، ثم بعد سنة أو أكثر جاءها خطيب وهو عبد الله ضياء بن محمد البصري فعقد بها عند الحنفي عبد الغني بن المرشدي، ثم ظهر ابن عمها وقال هذه زوجتي أنا تزوجتها فتوقف الحنفي ولم يخرجوا بأن صار يقول لهم حتى اكشف فطال الأمر عليهم، فقال الخطيب القاضي شمس الدين المصري الحنفي أن

---

= بالسلاح حتى برع في ذلك ثم تعلم الكتابة والعربية ثم سمع الحديث، كان زاهدا، توفي نيسابور في ١٦ ربيع الآخر سنة ٤٦٥ هـ من تصانيفه: "الرسالة القشيرية" و "التيسير في علم التفسير" و "منثور الخطاب في شهود الألباب" وغيرها من الكتب. انظر: عبد الرحمن بن علي (ابن الجوزي): المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد الدكن، ١٣٥٧ هـ، ٨/ ٢٨٠. السبكي: طبقات الشافعية ٣/ ٢٤٣. ابن تغرى بردي: النجوم الزاهرة ٥/ ٩١. ابن الغزي: ديوان الإسلام ٤/ ٣٤. الزركلي: الأعلام ٤/ ٥٧.
(١) عيلة: من اللهجات الشائعة في المجتمع المكي، وهي تخفيف لكلمة عائلة، ولقد أطلقها القرآن الكريم على كثرة الأولاد، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ سورة التوبة: آية ٢٨.