وهذا الأمر راجع لي وما هو لك بل للشافعي، فتكلم الشافعي فقال له وأن كان الأمر يتعلق بك فبينه الآن! فقال: أبينه وقت أريد فقال للحنفي والمالكي تجهزا لمصر إلى يوم الاثنين فلما قاما قال دعوهما في الترسيم فأنكر عليه جلساؤه فقال أتركوهما، ثم في آخر النهار جاء بركات الحلبي إلى القاضي وقال له الأمير ندم ويطلبك أو نذهب نحن وأنت إليه فلم يفعل، ثم جاءه في العشاء بركات ومباشر الأمير شمس الدين محمد الشار مساحى (١) وتكلموا معه في ذلك وأن يبطل حكمه فقال ما أفعل، ثم في يوم السبت واعد والقضاة عنده أيضا ليطلقها الزوجان وتتزوج من تشاء فراحوا حوله بعد العصر، فيقال: أنه أعتذر للمالكي وطلبوا الزوجان وهما في الترسيم ليطلقاها ثم تتزوج من تشاء، فقال الشهود بل يروحان ويجونا بعد ذلك ونشهد عليهما فانفض المجلس على ذلك فأنكر الناس هذا الذي فعل ولم يكن لهم قدرة على ما يريدون.
ثم في يوم الاثنين سادس عشر الشهر جاء الزوجان ومباشر الأمير والشهود وبركات الحلبي التاجر إلى القاضي المالكي وأشهد الزوج الأول على نفسه أنه ليس له حق، والزوج الثاني طلقها واحدة وثبت هذا على القاضي، وإلى الآن لم أعلم ما عزم الزوجان، والله يؤيد الدين ويدفع عن المسلمين جور الجائرين.
وفي آخر ليلة السبت أو صبيحتها حادي عشري الشهر مات الشيخ العالم ملا عبد العزيز بن محمود بن محمد العجمي وله مدة وجعان، وكان أوصى قبل ذلك أنه فقير وجهز، وصلى عليه بعد الظهر عند باب الكعبة وشيعه الناس والقضاة والفقهاء إلى باب السلام رحمه الله تعالى، وكان كثير الطواف بالليل ويذكر بالعلم وأنه يدرس.
وفي أول ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء عشري الشهر مات الزين
(١) الشارمساحي نسبة إلى شار مساح إحدى قرى فارسكور بدمياط.