للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمير الدويدار أرسل مرسوما للشريف بركات وورقة منه، وورقة من الأمير الكاشف خير بك، وورقة من السيد راجح للشريف بركات، وفيها: أن السيد راجح سألنا في الوصول إليك وأن تصطلح معه وتجروه على عوائده وتزيدوه فإنه جارنا، وقال بعض الناس أنه متوليا لمكة وأن ذلك خدعة، والله أعلم بما يكون ويكفي المسلمين.

وفي ليلة الجمعة رابع عشري الشهر وصل قاصد ينبع، ووصل معه لمكة من الحجاج متقدما من ينبع سيدي محمد بن الكمالي، ومعه اثنان من أتباعه، وأخبر أن الحاج كثيرا (١) وآمن وكل شيء معهم رخيص، وأن الشريف راجح بن محمد ما جاء إلا للصلح ولزيارة أهله، وأن السيد بركات كان سأل في إرساله وأمره السلطان أن يتوجه لمكة فطلب له خلعة فامتنع السلطان من ذلك.

وفي هذا اليوم شمرت ثياب الكعبة، ويقال إحرام الكعبة من العادة فعل ذلك في يوم الخامس والعشرين لكن سمعنا أن شيخ الكعبة الشيخ الطيب سأل هذا الواصل بالليل عن رؤيتهم الهلال، فقال بالثلاثاء فقال هذا خمسة وعشرون/واعتمد على رؤية البعيد على خلاف مذهبه.

وفي هذه الليلة ماتت الشريفة عابدة بنت الجلال عبد الله بن القطب محمد بن المحب عبيد الله بن النور محمد [الحسيني] (٢) الآبجي، أمها السيدة حليمة بنت الشيخ


(١) وكان الحج في هذه السنة كثيرا، بالإضافة إلى حج جماعة كثيرة من الأعيان منهم الأمير خاير بيك أحد المقدمين الألوف الذي كان كاشف الغربية، وحج الشرفي يونس بن الأقرع نقيب الجيوش المنصورة، وحجت في هذه السنة زوجة الأمير طومان باي ابنة الأمير أقبردي الدوادار ووالدتها بنت خاص بيك، وحجت أيضا زوجة الأتابكي سودون العجمي، كذلك حج شيخ العرب الأمير أحمد بن بقر، وحج حسام الدين بن بغداد، وجماعة من مشايخ عربان هوارة وغير ذلك من الأعيان. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٤٩ - ٢٥٠.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "السيني" والتعديل من (ب) وهو الصواب.