للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبح يوم الثلاثاء ثالث عشري الشهر ماتت بنت له أيضا، وصلى عليها قبل الظهر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة، والناس يتحدثون [بالتشاوم] (١) لسكنى هذا المكان لكونه في المسجد مغتصبا.

وفي يوم الأحد رابع عشر الشهر ظنا ماتت أم الحسين بنت أبي السعود محمد بن أبي البركات بن أبي السعود بن ظهيرة القرشي، أخت أبي الخير وعمر [ووالدها] (٢) عمر، وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند سلفها.

وفي عصر يوم الأحد أو قبيله حادي عشري الشهر مات السيد الشريف قايتباي ابن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بأرض حسان من أودية مكة (٣)، فوصل به إليها على أعناق الرجال نحو ربع الليل أو قبله، وجهز ببيته وخرج به إلى


= وجعل في أعلاه قصرا، وفي جانبيه مسكنيين وبيوتا معدة للكراء، ووقف الجميع على جهات الخير، وأفتى العلماء بعدم صحة وقف القصر والمساكن لأنها جزء من المسجد، ولم ينكر العلماء ذلك على السلطان في أيام سلطنته، ويبدو أن العلماء كانوا يخافون من نصح الحكام طمعا في الدنيا، وخوفا على مناصبهم، أو أن العلماء قاموا بواجبهم ولكن السلطان من عادته عدم الإصغاء إلى نصائح أهل الشرع والدين على حد زعم النهروالي. انظر: النهروالي: الأعلام، ص ٢٥٩. الطبري: إتحاف فضلاء الزمن ١/ ٣٢٨.
(١) وردت الكلمة في الأصل "بالنشام" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "ووالاهما" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) انظر خبر وفاته في: العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٤٧. زيني دحلان: خلاصة الكلام، ص ٤٩. عبد الهادي بن محمد صالح الطاهر، الدر الفاخر في خبر الأوائل والأواخر "مخطوط"، ورقة ٤٣ ب. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ١٧٣ "في يوم الأحد حادي عشري ربيع الأول". وفي الجزيري: درر الفرائد، ص ٣٥٨. والشلي: السنا الباهر، ورقة ١٤٣ "يوم الأحد حادي عشر ربيع الأول" وفي الطبري: إتحاف فضلاء الزمن ١/ ٣٣٠ "يوم الأحد حادي عشر صفر" والأرجح "يوم الأحد حادي عشري ربيع الأول" لموافقة هذا التاريخ مع المصادر المعاصرة للشريف قايتباي.