للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسجد وقت السلام فطيف به [سبعا] (١)، وأمام الجنازة أخوه السيد بركات ومعه القاضيان الشافعي والمالكي، وكان المالكي وجماعة من أهل مكة العوام لاقوهم بالخرمانية وعادوا معهم، وبعد صلاة/الصبح صلى عليه القاضي الشافعي عند باب الكعبة، بعد أن نادى الريس أبو بكر بالصلاة عليه فوق ظلة زمزم، وشيعه خلق لا يحصون كثرة كاسوة الملوك، ودفن بقبة أبيه إلى جانبه مما يلي القبة، وأخذ العزا فيه السيد بركات وبعض أخوته، وأمر السيد بركات أن لا يأتي أحدا من نسائهم من الوادي، ولا من الفريق الذي بجدة، ولا المباشرون بجدة، وأن النساء لا يدرون مكة بعد أول يوم وذلك من حسناته (٢).

ويقال: [أن] (٣) الميت أوصى بمائة أشرفي لجهازه، وخلف من الأولاد الذكور اثنين محمد، وشرف الدين أظن وبنتا وأمه مستولدة والده الحبشية وهي ضريرة، يقال من البكاء على شرف الدين الذي مات بالقاهرة، وعمل له ربعة بالمسجد


(١) وردت الكلمة في الأصول "أسبوعا" والتعديل من السنجاري: منائح الكرم "٣/ ٢٤٥. وهذه بدعة انتشرت في ذلك العصر، وهي بدعة طواف الأشراف بالميت حول الكعبة سبعا، وقد زالت هذه البدعة، ولا نعلم متى زالت.
(٢) يشير المصنف إلى بعض العادات الاجتماعية التي كانت شائعة عند الموت، وخاصة الأشراف وعلية القوم وأنهم كانوا يحملون موتاهم إلى مكة للصلاة عليهم في المسجد الحرام، وكيف أن القضاة يتقدمون للصلاة، وتخرج الجنائز بشكل مهيب. كما يشير المصنف إلى عادة شائعة في أوساط الناس وهو عدم خروج النساء وراء الجنائز لكراهية هذا الفعل لحديث أم عطية:" نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا ". انظر: عبد العزيز محمد السلمان: الأسئلة والأجوبة الفقهية، ١/ ٢٧١. والمصنف يعتبر ذلك من حسنات الشريف بركات. ونفهم من قول المصنف عندما تحدث عن أسرته - أي أسرة الشريف قايتباي - أن بعض الأشراف كانوا أولاد إماء حيث يقول:" ووالدته الحبشية "من غير أن يشير إلى اسمها.
(٣) وردت الكلمة في الأصل" أنه "والتعديل من (ب) لسياق المعنى.