كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل جمادى الأولى ليلة الخميس بالرؤية سنة ثمان عشر وتسعمائة - ج: 3 - ص: 1845

وفي ليلة الجمعة تاسع الحجة الشيخ الصالح المفتي ولي الله تعالى نور الدين علي ابن القطب عمر البني الشافعي الضرير، وكان أحد أفراد الدهر ولاية وصلاحا، وفي يوم سابع عشرها الشيخ الإمام المصنف الناظم الفقيه الأصولي النحوي النوري علي (١) بن أبي البركات محمد الأشموني أحد علماء الشافعية وأمثلهم، وفي ليلة الثلاثاء سادس المحرم مفتتح سنة ثماني عشرة وتسعمائة الإمام الفقيه المفتي الشمسي محمد المغربي الشافعي عرف بابن الغرابيلي، وكان من الأئمة الماهرين في كل فن مع سكون ووقار وأدب، رحمهم الله تعالى.

ثم وصلني كتابان من أخيه شهاب الدين، وفيهما حضور قاصد إسماعيل شاه الصوفي، وحضور قاصد المقام العالي ابن عثمان (٢)، وأن الأمير قطلباي (٣) تعين باشا

---

= الصغرى. انظر: تعليق: محمد رمزي على النجوم الزاهرة ١٩/ ١١١. محمد الششتاوي: ميادين القاهرة في العصر المملوكي، ص ١٠.
(١) هو: علي بن محمد بن عيسى بن يوسف بن محمد النور أبو الحسن بن الشمس بن الشرف الأشموني الأصل ثم القاهري الشافعي، ولد في شعبان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بنواحي قناطر السباع، ونشأ فحفظ القرآن، وتميز وبرع في الفضائل وتصدى في تلك النواحي للإقراء من سنة أربع وستين وثمانمائة فانتفع به الطلبة، وقد حج في سنة خمس وثمانين وثمانمائة موسميا. وقد توفي في سابع عشر ذي الحجة من سنة ٩١٧ هـ - كما ذكره المصنف - وهذا الخبر يخالف ما ذكره الشوكاني، وعمر كحالة من أنه "توفي في يوم سابع عشر ذي الحجة من سنة ٩١٨ هـ"، والأرجح أنه توفي "في سنة ٩١٧ هـ" لمعاصرة المؤلف له. ومن آثاره: تعليقه على الأنوار لعمل الأبرار للأردبيلي - في فروع الفقه الشافعي - ومنهج السالك في ألفية ابن مالك. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ٥ رقم الترجمة ١٠. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٥١. الشوكاني: البدر الطالع، ص ٤٩٢. عمر كحالة: معجم المؤلفين ٢/ ٥٢١.
(٢) وكان حضور قاصد إسماعيل شاه الصفوي، وقاصد صاحب الروم، في شهر ربيع الأول من هذه السنة (٩١٨ هـ) فقد اجتمع عند السلطان الغوري في هذا الشهر نحو من أربعة عشر قاصدا. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٦٨.
(٣) هو الأمير قطلباي الأشرفي أمير أربعين بالقاهرة، توفي بمكة في يوم الأربعاء خامس عشر شهر -