للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سليمان بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني، والدة السيد الشريف محمد بن بركات بن حسن بن عجلان صاحب مكة، بأنها توفيت قبل بليال بناحية اليمن وغسلت وكفنت هناك في ظهر الجمعة. ثم حملت على أعناق الرجال إلى أن وصل بها مكة نحو نصف الليل - ليلة السبت -، ووضعت ببيتها إلى أن أذن التأذين الأول، فخرج بها إلى المسجد الحرام ووضعت عند (١) باب البيت حتى صلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة بعد أن نادى المؤذن بالصلاة عليها، على قبة زمزم بالصلاة على الحرمة المصونة ذات الستر الرفيع، والحجاب المنيع، ثم نزل وكبر من أسفل وولده من فوق، ودفنت من يومها بالمعلاة على بنتها فاطمة بقبة زوجها الشريف بركات بن حسن بن عجلان، وعمل لها ربعة بالمسجد والمعلاة، وجاء نائب جدة البدري أبو الفتح والمستوفى بها القاضي محمد بن عبد الرحمن، والمباشرون (٢) بها وغيرهم صبيحة يوم الأحد حادي عشر الشهر.

وفي يوم السبت عاشر الشهر مات عوض بن عبد الله العراقي وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة بالقرب من السور، وكان مباركا


(١) وردت في الأصل "على" والأثبات من (ب).
(٢) المباشرون: جمع مفردها مباشر، ولغة: باشر الأمر أي تولاه بنفسه، وهو الموظف الذي يكلف بإدارة العمل والإشراف على تنفيذه وإجراء المبيعات والمشتريات المتعلقة به، واستخدام عماله، وربما أطلق على الموظفين بالدواوين اسم مباشرين ولم تختص بالعسكريين وإنما وليها مدنيون. وباختلاف الدواوين والأنظار اختلفت أعمال المباشرين التي يقومون بها. وعرفت هذه الوظيفة في الدولة الفاطمية وكذلك الأيوبية ثم انتشرت في الدولة المملوكية وشاعت، وكان يضم إلى كل نظر من الأنظار مباشرون يعنون بمعالمه وسائر ما يحتاج إليه تحت إشراف الناظر. وكان يشترط في المباشر أن يكون أمينا عارفا بصناعة الكتابة وتنظيم الحسابات وضبطها. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٧٨، الباشا: الفنون الإسلامية ٣/ ٩٨٢ - ٩٨٩.