يمكنون من التركة بحملتهم وبعضهم وبوكيلهم ولا يعارضوا أو لا يؤخذ منهم شيء إلا بثمن المثل، وتاريخ المرسوم رابع عشر رمضان.
وفي ليلة الأحد خامس عشر الشهر مات [الإمام](١) مكرم بن القاضي الإمام محب الدين الطبري، وصلى عليه ولده الأكبر عبد المعطي بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند سلفه، وخلف ولدين وبنتا، وقد أبتلي بالحب الأفرنجي وجلس معه سنتين حتى صار لا يروح مكانا إلا راكبا ﵀ وإيانا.
وفي نحو النصف من الشهر سمعنا بوصول قاصد من جماعة الشريف وأخبر بوصولهم مع الحجاج ثم ثاني وأخبر أنه فارقهم من الحوراء، وفي بعض الأوراق أنهم يدخلون ينبع في الخامس عشر، ثم في يوم الأربعاء ثامن عشر الشهر جاءت الأوراق منهم، وفيها أن قاضي القضاة نجم الدين بن يعقوب المالكي توفي إلى رحمة الله في يوم السبت سلخ شوال في أثناء العقبة من غير تقدم وجع بل اشتكى قلبه، وأراد الركوب على البغلة لينزل من العقبة فما استطاع الركوب فركب في محفة فما استطاع السير به فوضعت المحفة في الأرض فقضى في الحال، ﵀ فنزل به إلى المحطة فجهز ودفن في ثاني يوم، وتوجه ولده الكبير الجمالي جمال الدين محمد جبره الله تعالى للقاهرة وجاء ولده الصغير تاج الدين لمكة ورأيت ورقته لأهله بذلك، وأسف الناس عليه وذكره بخير.
وفي هذا اليوم يوم الأربعاء ماتت جدة عياله لأبيها أم أصيل، وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة ودفنت عند ولدها بتربتهم.
وفي ليلة الخميس ثانيه مات محمد بن محمد بن يعقوب الطحطاوي المكي، وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند سلفه، وخلف ذكرا. وجاء
(١) وردت الكلمة في الأصل "اللامام" والتعديل من (ب) وهو الصواب.