للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقبر بكر عند تربة جماعته، وشيعه خلق ووجعه نحو/ثلاثة أيام بالبطن والدم، وأوصى بأن قطب الدين وصيه دون [وارثيه] (١) ولدان لأخ له بالعجم، وأن الذي يملكه عشرة أشرفيه منها أربعة للشهاب أحمد بن حسين بن حزيمة. وفي ثاني يوم مات سعد الله بن العجمى الخياط وكان في خدمة الخواجا محمد سلطان، ووجعه يومان أو ثلاثة ووجد في ثانيه ميتا، وكان له خلوة برباط السيد بركات بن حسن بن عجلان وضبط موجوده، ويقال: أنه وجد له سبعون دينارا، وقالوا أنه ليس له عيال ولا أولاد، ثم لم يصلح شيء من النقد المذكور (٢).

وفي ثاني يوم الاثنين ثامن عشر الشهر جاءت ورقة أو أوراق من جدة لمكة، وفيها أن الواصلين من اليمن أخبروا أن الفرنج نزلوا على عدن في ثمانية عشر مركبا وقال بعضهم من جهة باب [حقات] (٣) وأنهم كسروا الباب وأحرقوه، وأن أهل عدن خرجوا لهم وقتلوا خمسين رجلا وغرق بعض مراكبهم، وبعض الناس يكذب هذا لما سمع به، والله يجعله كذبا ويكفي المسلمين شرهم ويسلط عليهم من يستأصلهم ولا يبقى لهم أثرا.

وفي ثاني تاريخه قالوا جاءت ورقة من القاضي زين الدين المحتسب من جدة، وفيها أن الذي قيل عن خبر عدن كذب ما وجدنا له أصلا، وفتشنا عن الذي قال هذا فاختفى وما وجدناه، والله يحقق كذب هذا الخبر.


(١) ووردت الكلمة في الأصل "وارثه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) يبدو أن هذه النقود قد أصابها الزغل - التزيف - وذلك راجع إلى أن الرجل كان من الصوفية الذين لا يفهمون في أوزان النقود وعياراتها.
(٣) وردت الكلمة في الأصول "حقلت" وما أثبتناه هو الصواب. وباب حقات: أحد أبواب عدن المشهورة. انظر: عبد الله بن أحمد بامخرمة: تاريخ ثغر عدن، ١/ ١٤ - ١٦.