للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بجوابها (١) وقرئت بعد المرسوم أيضا، وتاريخ المرسوم خامس صفر، وبعد القراءة طاف السيد أبو نمي ومعه الشريف عرار ودعا له الرئيس فوق زمزم، وبعد العصر طاف السيد أبو نمي، وسافر لوالده هو، والقاضي الشافعي، والقاضي زين الدين المحتسب ليكاتبوا السلطان بأخبار الفرنج النازلين على عدن، فأنه جاء بعد الخبر الأول ورقة من بكران وفيها أن الفرنج في سبعة عشر مركبا نزلوا على عدن في يوم الجمعة سابع عشر محرم سنة تاريخه، وأن الشيخ عامر رتب في البرار معه أمراء مع كل أمير أربعمائة فارس واتفق نزول الفرنج ليستقوا فظفر بهم المسلمون وقتلوا نحو مائة رجل، وقتل من المسلمين سبعة عشر رجلا بعضهم من يافع (٢)، وبعضهم من المهرة، واتفق وصول أربعة


=
ألبسه كرها على العلات محتسبا … فالعيش شطران ذا أمن وذا فزع
أغضى وإن خدشت ناب الصروف يدي … واسكن إلى الصبر لا طيش ولا
انظر: باقي القصيدة في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٦٢ - ٢٧١.
(١) وصورة القصيدة التي أرسلها السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، مع هذا المرسوم، جواب قصيدة الشريف بركات المتقدمة، ويقال أنها من نظم قاضي القضاة بالديار المصرية سرى الدين عبد البر بن الشحنة الحنفي، منها:
الحمد لله فينا الحكم مجتمع … وليس فينا لمخلوق يرى طمع
الله سخر لى أمر الزمان فمن … أقلامى الغر ما يعطى وما يدع
فضلا من الله أولانيه مبتدئا … فليس شكري على الأيام ينقطع
انظر: هذه القصيدة في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٧٥ - ٢٨٠.
(٢) يافع: من أعظم قبائل شبه جزيرة العرب الجنوبية، وأصعبها مراسا، وأكثرها عددا، استولوا على عدن، ولحج، وأبين في عهد العثمانيين باليمن، وحكموها من سنة ١٠٤٢ هـ إلى ١٠٥٤ هـ، ويوجد لهم بلاد عرفت باسمهم سكنوها في القرن الرابع الهجري. كان يستعين بهم آل رصاص والعوالق والعبادلة إذا هوجموا أو أغير عليهم، وينقسمون إلى عدة بطون كالموسطة، والظبي، وبني قاصد. انظر: ابن الديبع: الفضل المزيد، ص ٤٩، ١١٤، ١٤١. محمد بن أحمد -